أسطورة السويداء في كرة القدم.. "غوليت العرب" في ذمة الله
الساعة 25- مجدي معروف:
بعد صراع طويل مع المرض العضال وسام أبو يحيى المُلقب "غوليت العرب" في ذمة الله عن عمر يناهز 53 عاماً ، وقد أثبت خلال مسيرته الطويلة أنه من طينة الكبار في الملاعب السورية والعربية، فكان حديث الشارع المحلي بمهاراته وأهدافه القاتلة وطلّته الجميلة، صالَ وجالَ، اجتهدَ وثابرَ، ليكون من أفضل اللاعبين الذين سطروا إنجازاتٍ رياضة حُفرت في ذاكرة الأجيال المتعاقبة ليبقى قدوةً ومنارةً يُحتذى بها في عالم الساحرة المستديرة.
الكابتن وسام أبو يحيى ترك بصمةً واضحةً خلال مسيرته ، كانت بدايتة في عام 1981 حيث لعب في فريق شباب نادي شهبا لكرة القدم متدرجاً من حراسة المرمى إلى قلب الهجوم، وفي عام 1984 تحولت وجهته نحو النادي العربي، وكان مدرب النادي آنذاك فيصل الملحم الذي طلبه للعب في صفوف الرجال كقلب هجوم، ليحقق مع النادي نتائج وانتصارات عدّها خبراء الكرة من أجمل الفترات التي لعب فيها النادي كرة قدم صحيحة وممتعة.
ولكن هبوط نادي العربي إلى الدرجة الثانية والوضع المادي السيئ للاعبين دفع الكثيرين منهم إلى هجر الكرة، ليتوجه بعدها " أبو يحيى" إلى ليبيا بقصد العمل، ولحسن الحظ أن السفر كان في صالحه عندما خطفه نادي "الشعلة" الليبي فأصبح نجمهم المحبوب على مدى سنتين كاملتين، وليدخل أول مرةٍ الاحتراف الحقيقي، ويكون أول لاعبٍ من السويداء يحترف في الخارج على الرغم من أن النادي كان وقتها مصاف أندية الدرجة الثانية.
وعندما عاد "أبو يحيى" من الاغتراب استُدعي إلى صفوف المنتخب السوري بطلبٍ من رئيس الاتحاد آنذاك فاروق بوظو بعد مشاهدة لعبه في مباراة "شباب منتخب سوريا المتأهل لنهايات كأس العالم مع نادي العربي في السويداء"، لكن تم استبعاده بسبب المحسوبيات والواسطة.
وبعد فقدانه أمل الانضمام إلى المنتخب غادر إلى لبنان عام 1991 ليلعب في نادي "الصفاء" اللبناني حيث أثبت على مدى خمسة مواسم أنه من أقوى المحترفين في الدوري خاصةً بعد تلقيه الدعم من إدارة النادي وجمهوره الكبير، وفي سنته الخامسة انتقل إلى نادي "السلام زغرتا" الذي ساهم بعودته إلى دوري المحترفين، ثم عاد إلى سورية من بوابة نادي "جبلة" للدفاع عن ألوانه سنتين كاملتين، ليعلن اعتزاله بعدها.
أطلق عليه لقب "غوليت العرب" لشبهه الكبير بالموهبة العالمية الهولندية اللاعب "رود غوليت".