أعطال الأجهزة في المشفى الوطني وانقطاعات الكهرباء في العيادات الشاملة تضاعف معاناة المرضى
كما هي الحال دائماً، اعتاد مرتادو المشفى الوطني في السويداء على الأعطال المتكرّرة وغير المفاجئة لأجهزته، لا بل باتت رؤية أحد الأجهزة يعمل نوعاً من المعجزات الإلهية التي لم يعد أحد ينتظرها , فالمريض يعلم مسبقاً أنّه وإن حصل وتم إصلاح أحد الأجهزة - الهرمة أساساً - أو إلي ما فيها روح بتاتاً- كما يصفه الموظفون، فإنّهم في غنى أصلاً عن الأخطاء الناجمة عنه .
أحد أجهزة تخطيط القلب الذي يعمل بالقدرة في المشفى بات يطبع مخطط الموجات القلبية بشكل متقطّع أحياناً، ما يجعل من قراءة نتائجه مسرحية كوميدية لأطباء القلبية، حتّى إن بعضهم يلجأ إلى أخذ الصور من الشاشة إلى الموبايل مباشرة دون طباعة.
"صرنا نطالع مخطط القلب عالموبايل " يقول أحدهم مستهزئاً, لكن الذي يثير دهشة الجميع وسخطهم ، أن تصبح صورة أشعّة لمريض مكسور، أو سبعيني خرج من عمليّة جراحيّة للتوّ ضرباً من المستحيل, وحالة معقّدة تتوجب الكثير من الصبر والدعاء.
مقصد الفقراء الوحيد الآن هو العيادات الشاملة، الموجود فيها أجهزة التصوير" الشغّالة "، في ظروف كهرباء ساعة ونصف، لا تكاد تكفي بانقطاعاتها المتكرّرة لتصوير بعض المرضى ، بينما يقف طابور مكوّن من ثمانين إلى مئة شخص يومياً على الانتظار، علّ معجزة ما بانتظارهم..
" إذا كهربا مافي ومخصّصات مازوت لتشغيل مولدات مافي بيتصور المريض ع الموبايل يعني؟ " يقول أحد المرضى المنتظر منذ يومين.. "إذا صلح جهاز التصوير بيخرب جهاز التحميض.. كأنّه جايبين أجهزة من الفضاء، عملوا الصورة عالبطاقة الذكيّة أسهل وأهون.." يستنكر آخر, ومع معاناة المرضى المتزايدة، و ساعات انتظارهم التي لاتنتهي، الموظفون محدودو العدد تحت الضغط دائماً , تقول ممرضة في قسم الأشعّة :يأتيني كل يوم قرابة خمسين شخصاً.. وأكثرهم قادمون من المشفى أو من قرى بعيدة نتيجة عطالة الأجهزة. ومع أنّنا نعمل منذ الساعة الثامنة والربع صباحاً حتى الواحدة ظهراً لكنّنا لا نستطيع اللحاق بكل الحالات، وكثيراً ما نضطر نتيجة انقطاع الكهرباء إلى تأجيل المرضى إلى يوم آخر ما يسبّب تراكماً.
وتضيف.."مشاكل وتهديد مستمر .. نتعرض دائماً للمشاكل والتهديد كون المرضى الذين يتكبدون عناء النقل والانتظار لا يطيقون صبراً، لكن الطاقة الاستيعابية للقسم وفي ظروف نقص المخصصات لا تساعدنا على إرضائهم ", فهل على المرضى الذين يقصدون القسم من مناطق بعيدة متكبّدين عناء عشرات الكيلومترات بحالتهم المرهقة تلك والمنتظرين لساعات طوال على الكرسي، أن يراعوا وضع الموظف المغلوب على أمره أم وزارة الكهرباء والنفط ومخصّصاتهما الشحيحة، أم أن يعذروا أجهزةً خارج الخدمة حتى إشعار آخر.!! يتساءل مواطنون.
الجدير بالذكر أن أجهزة في المشفى الوطني كانت قد أصلحتها ورشة قبل عدّة أيّام لتعود وتتعطّل مجدّداً قبل أن يفرح منتظروها بالخبر على مقولة " إجت الحزينة تفرح ما لاقت إلها مطرح ", ليتّجه الجميع إلى العيادات الشاملة علّهم يجدون ضالّتهم, فهل يا ترى سنشهد إصلاحاً جديداً ومجدياً للأجهزة في المشفى الوطني هذه المرّة لتخفيف العبء عن العيادات؟ أم أنه لا انفراج لهذه الطوابير أبداً.!!
الساعة 25: هبة حسون