إدارة السورية للتجارة منقسمة في كفتين متعاكستين !!!
الساعة 25:طلال ماضي
من يقرأ الخبر "منح تصريح نهائي لعمل تطبيق إلكتروني"سلتي"" للوهلة الأولى يفرح من قلبه لاتجاه الأعمال الالكترونية للتنظيم بدلاً من الفوضى القائمة عليها، والعمل الجدي باتجاه تنظيم سوق التطبيقات بعد الكوارث التي وقعت والناس لم تسمع بها، من دعاوى في الجريمة المعلوماتية وسلب أموال ورواتب وغيرها.
ومن يتابع تفاصيل الخبر بأن الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة منحت الموافقة على التصريح بعد حصول الشركة المذكورة على موافقة السورية للتجارة لإطلاق الخدمات عبر التطبيق "سلتي" الذي يعمل على عرض كافة منتجات المؤسسة السورية للتجارة المتوفرة في صالاتها وتسويقها وإيصالها إلى العنوان المطلوب لمن يرغب من المستخدمين بشكل مجاني, يقف ويسأل ألف سؤال، هل نحن في سورية ضمن فريق عمل واحد، أو فرق تتبع لحكومات متعددة؟؟ .
في الوقت التي تعمل السورية للتجارة على ترخيص تطبيق وإيصال المواد التي تبيعها إلى المنازل مجاناً، يعرض في مجلس محافظة دمشق ورقة عمل تطرح هذه الصالات للاستثمار، والتجار يصطفون على الدور للفوز باستثمار الصالات، حيث يوجد في دمشق فقط 140 صالة وفي سورية أكثر من 700 صالة .
ومن المؤكد أن الجهة التي طالبت بترخيص التطبيق هي نفسها التي ستوقع على استثمار الصالات، فكيف لهذه الإدارة أن تكون منفصلة عن الواقع أو تائهة في صحراء الصالات الفارغة وسط العاصمة .
وحتى لا نتهم بالانحياز إلى جانب التجار والمطالبة بطرح الصالات للاستثمار نقول للقائمين على هذه الصالات كان الأجدى أولاً أن يتم استجرار المواد من النوعية الجيدة ووضعها على رفوف الصالات، ومن ثم بيعها بسعر قريب من السوق أو أقل قبل التفكير بإيصال المواد إلى المنازل عبر تطبيق "سلتي" .
صحيح أن هناك فئة من السوريين ميسورين ويرغبون بترفيه أنفسهم واختيار سلتهم واصلة إلى أبواب المنازل حتى لو كانت التوصيلة مأجورة، لكن هذا يحتاج في المقام الأول أن تتوفر نوعية المواد التي تستخدمها هذه الفئة ضمن الصالات، فمن المؤكد لن يطلبوا إلى منازلهم سلع الشركات الصناعية السورية أو بعض الشركات غير المعروفة وجودة بضاعتها متدنية، ولن يطلبوا إيصال الأرز المسوس عبر التطبيق ولا الخضار والفواكه المعفنة، وعلى ما يبدو أن إدارة السورية للتجارة منقسمة بين من يطلب تطوير هذه الصالات لتأخذ دورها المرجو منها، ومن يستغل واقعها للمنفعة الشخصية، وآخر همه هذه الصالات ويحاول الاتجاه لطرحها للاستثمار من قبل التجار، فمن سيفوز بالنهاية؟، أم نحن ذاهبون إلى مزيد من الفشل في استثمار صالات السورية للتجارة للوصول إلى أمر واقع لا ينفع معه إلا الكي؟ .