ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية 75 بالمئة عن العام الماضي !!
أسعار القرطاسية والألبسة المدرسية بالمحال نارية ولا قدرة لنا عليها – تقول رهف وهي أم لأربعة أولاد – لذلك اتجهت للبسطات فهي أرخص وأوفر! مبينة أنها تحتاج إلى مليون ليرة لتتمكن من شراء مستلزمات المدارس لأولادها، فالأول بالصف التاسع والثاني بالسادس والثالث بالخامس والرابع بالأول، وجميعهم في هذا العام بحاجة لألبسة جديدة بعدما انتهى عمر القديمة التي دوَّرتها من الكبير للصغير وهكذا.
وأوضحت أن في البسطات يتوافر كل ما يحتاجه الأولاد بنصف أسعار المحال في الدباغة وابن رشد ومجمع البارد وغير ذلك, مضيفة.." صحيح أن مواد البسطات شعبية ولكن أسعارها أرحم! ".
وبيَّن سهيل وهو موظف أنه توجه إلى مجمع أبي الفداء الاستهلاكي، لشراء مستلزمات العام الدراسي لأولاده بالتقسيط بعدما أنجز المعاملة اللازمة لذلك، وأوضح أن المواد بالمجمع ذات نوعية جيدة وأرخص من نظيرتها بالمكتبات ومحال بيع الألبسة المدرسية, لافتاً إلى أنه اتخذ هذا القرار بعد جولة طويلة بالأسواق، واطلاعه على الأسعار حيث سعر قميص الابتدائي 18 ألف ليرة والإعدادي 25 ألف ليرة والثانوي 35 ألف ليرة والحقيبة من 25 – 100 ألف ليرة، وذكر أن أسعار هذه المواد بالمجمع أقل بنسبة جيدة.
وكشف عدد من الباعة أن بالسوق مواد ومستلزمات مدرسية متنوعة وعديدة، ومنها الرخيص ومنها الغالي، فالسعر حسب النوعية والجودة, وأوضح بعضهم أن أسعار هذا العام ارتفعت عليهم من المصدر، عن مثيلتها بموسم المدارس الماضي بنحو 50 – 75 بالمئة! وعزوا ذلك إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والتصنيع بالمعامل والشركات، وأجور النقل بين المحافظات.
على حين بيَّن أصحاب مكتبات أن القرطاسية زادت عن العام الماضي بنحو 40 – 50 بالمئة, وأوضحوا أن الطلب جيد وحركة البيع نشطة رغم الغلاء!
ومن جانبه بيَّنَ الخبير الاقتصادي سائر الحاج حامد، أن ضعف القدرة الشرائية للمواطنين والحالة الاقتصادية الصعبة للأسرة السورية، جعلا أصحاب المطابع ومعامل الألبسة والقرطاسية يصنِّعون مواد شعبية ليست ذات جودة، بهدف ضغط النفقات والتكاليف والبيع بأسعار تناسب ذوي الدخل المحدود.
وأوضح أن هذه المنتجات ظاهرة خطيرة برزت بحدة في المجتمع السوري خلال السنوات الأخيرة، لمواكبة حال الناس المعيشية ولكن على حساب الجودة والنوعية, مشيراً إلى أن خطوة السورية للتجارة بتوفير المستلزمات المدرسية للأسرة السورية بمجمعاتها وصالاتها بالتقسيط المريح، قد تكون حلاً للموظفين والعاملين بالدولة، ولكن ماذا عن غير الموظفين؟
فالشريحة المستهدفة بالتقسيط، هي العاملون الدائمون بالدولة، والعاملون بعقود سنوية، وهناك أسر كثيرة ليس فيها موظفون فما العمل؟ وقال: أقترح أن تبادر الجمعيات الخيرية والأهلية والفعاليات الاقتصادية، لتوفير ما أمكنها من مستلزمات العام الدراسي للأسر الفقيرة وأبناء الشهداء والجرحى، وهي معروفة في كل مدينة ومنطقة وقرية، فعملها الحقيقي يجب أن يتجلى في هذا الموسم.
الوطن