هل حجة التكيت والفندق أو أيّ إجراء آخر لاستدعاء فنان مقيم في الخارج تدفع للاستغناء عن نجمة تستطيع أن تكون ورقة رابحة ضمن العمل ؟!
افتقد المشاهد مؤخراً لوجوه وأسماء كانت من أهم نجوم الدراما السورية ، ومن بينهم النجمة ديمة الجندي الّتي غُيّبت عن أعمال كان وجودها ورقة رابحة ضمن العمل؛ فاجتماع الموهبة والحرفية والأرشيف يجعل منها مكسب حقيقي للعمل.
وهنا يأتي ردّ شركات الأنتاج والمخرجين : " إنَّ المحطات تطلب أسماء محددة"، يدفعنا هذا الردّ لتوجيه سؤال للمخرجين أنفسهم : "مَنْ صَنع هذه الأسماء المحددة الّتي تُطلب من المحطات ؟"
ومَنْ أعطى هؤلاء الأسماء الفرص الكافية ليَظّهروا ويُطلبوا ؟
ومن ذلك يتضح أنَّ المخرج أو شركة الإنتاج التي أعطت البعض الضوء الكاف ليُطلب ، تستطيع أن تُعطي الفرص لممثل آخر قد يملك إمكانيات وطاقة ولا يقلّ أهمية وموهبة عن المطلوبين في الوقت الحالي.
ولا بدّ من الإشارة إلى المهرجانات والحفلات والعلاقات الاجتماعية الخاصة أو العامّة الّتي باتت أحدى أهم الدواعي للتواجد الفني ونيل الفرص عند البعض ، ومن لا يُجيد المجاملة وحرفية اصطياد الفرص في المناسبات صار مُغيّباً بغض النظر عن تاريخه أو أدواته.
أمّا غياب الجندي على وجه الخصوص، فقد أوضح الناقد الفنّي عامر فؤاد عامر أنَّ الفنانة ديمة الجندي قد تكون مُغيّبة عن الحضور الدراميً فعلاً، لكن علينا أن نعود أولاً لسمة الفترة التي ظهرت فيها "ديمة" نجمة من نجمات الدراما السورية، حيث كانت فترة تألقت فيها مسلسلاتنا بوجه عام، وكانت البطولة الجماعية حاضرة بوضوح، وكل ممثل مجتهد كان يأخذ من نصيبه ما يستحق فإذ عُدنا للمرحلة الحالية ؛ نلاحظ أنّها مرحلة تراجع في مضمون وشكل الأعمال الدرامية السورية فلا البطولة الجماعية تثبت وجودها ولا الفردية (إلا عدد قليل منها).
وبيّن عامر أنَّ غياب الجندي مرتبط بتراجع حضور المسلسل السوري أولاً وقبل أي شيء آخر.
أكّد عامر أيضاً أن هناك الكثير من الأعمال الّتي أبرزت إمكانيات الجندي مثل ثنائية مع الراحل نضال سيجري في مسلسل بنات العيلة ومسلسل أهل الغرام، وعدة أدوار أخرى، ومن الواضح أن الشخصية ذات التركيب المتعدد تليق بها أكثر من الشخصية ذات البعد الواحد، فتلون ديمة يتضح للمتلقي مع الشخصية المركبة أمّا في الشخصية البسيطة فالأداء رتيب وباتجاه واحد، فالناس لدينا لا تنسى شخصيتها في مسلسل صبايا التي قد تكون هي الأقرب إليهم والأكثر صدقاً للفتاة القادمة من الريف والباحثة عن طموحها ونفسها والعاملة التي تدرس الخطوة قبل القيام بها وإلى ماهنالك من توصيفات.
وأشار إلى أنَّ شخصية ديمة الفنية تحمل كمون وعمق لا يمكن تجاهله، ويحتاج لمخرج ذكي وكاتب متمكن حتّى يبين ملكاتها الداخلية، التي تحتاج لجهد كي تظهر وتتضح للمشاهد.
أضاف عامر قائلاً " لا أمتلك معلومات دقيقة عن أسباب الاستبعاد أو هل هي فعلاً موجودة ؟!
إلّا أنّ الاتجاه نحو السينما هو الأفضل لفنانة مثل ديمة الجندي فسجلها في العمل الدرامي التلفزيوني وافٍ ويشير إلى براعتها بينما العمل في السينما هو الذي تحتاج إليه أكثر كفنانة موهوبة ومجتهدة.
وفي السياق ذاته أوضح الصحفي الفنّي جوان الملا أنَّ الجندي تملك مقوّمات جميلة جدّاً ، تستطيع من خلالها أن تكون نجمة من الصّف الأول، وأدوارها السابقة تشهد لها بذلك.
لكن استقرارها خارج سورية أحد أهم الأسباب التي دفعت لاستبعادها من الأعمال الدرامية رغم قدرتها على القدوم إلى سورية حسب تصريحاتها، إلّا أن المخرج والمنتج غالباً يُفضل الممثل الأقرب.
وأنهى الملا منوّهاً إلى المحاربات المستمرة في الوسط الفني الّتي لا يمكننا الحديث عن تغيب أو استبعاد ممثل دون ذكرها.
وفي الختام وباختلاف الآراء حول أسباب استبعاد الجندي وإمكانياتها فحتماً الآراء تجتمع على أنَّ ما ينقص ديمة لتكون نجمة من الصف الأول هي الفرص فقط لا غير.
الساعة 25: عدي السلامي