2019 Jul 23

الأخطاء الطبية في السويداء جريمة لا يعاقب عليها القانون

الساعة 25- زينة البربور

ليس من المستغرب أن يتوجه أهالي السويداء إلى مشافي وأطباء دمشق للمعاينة والعلاج وخاصة في الحالات التي تقتضي التدخل الجراحي، فموضوع الثقة بالكادر الطبي الموجود في السويداء بات متأرجحاً خاصة بعد انتشار الكثير من القصص التي تتعلق بالأخطاء الطبية الفادحة بحق المرضى .
الساعة 25 التقت بعدد من المرضى وذويهم الذين تكلموا بكثير من الأسى عن معاناتهم مع بعض الأطباء في السويداء والأخطاء التي حدثت معهم :
"مرام " قصدت الطبيب / س/  لعلاج والدها وتبين مع الطبيب أن المريض يعاني من مشاكل قلبية فقط وينفي وجود أي مشاكل عصبية لديه واستمر على العلاج القلبي لمدة خمس سنوات ولكن حالته العصبية تفاقمت جداً ما دفع عائلته لاستشارة أطباء في دمشق ودخل المريض بحالة حرجة لمدة شهرين بسبب التأخر في تشخيص حالته .
" لن أسامح الطبيب /ف/ على تقصيره مهما حدث" هي جملة قالتها إحدى الأمهات بعد فقدان ابنها ذو 3 سنوات نتيجة تأخر الطبيب أربعة أشهر بطلب التحاليل اللازمة له لكن إصرار الأم على إجراء تحاليل لطفلها كشف أن الطفل مريض بالسرطان رغم أن الطبيب كان على ثقة بأن مرضه التهاب بالقصبات لا أكثر .
ورداً على هذه الحالة قال الطبيب سعيد العفلق اختصاصي التخدير والآلام لابد من جميع الأطباء أخذ شكوى المريض على محمل الجد وتطبيق كل اجراءات المعاينة كاملة وعدم التأخر بالاستقصاء .
وأضاف: " إن الممارسة الطبية من أقدس المهن وحافظت على قدسيتها على مر العصور بفضل الكوادر الطبية الجيدة وبالتأكيد لا يجوز التلاعب واللامبالاة بصحة المريض، وفي ظل التوسع الكبير باختصاصات الطب أصبح لابد من العمل بسياسة الفريق الواحد والابتعاد عن الممارسة الفردية وهذا يقلل من الأخطاء التي قد تحدث لدى الطبيب ويعزز من ثقة المريض به".
حالات كثيرة سمعنا بها والتقيناها قد لايتسع المجال لذكرها جميعا لكن ما يؤلم هو أن يؤدي خطأ الطبيب الى مفارقة المريض للحياة حيث روى أحد المواطنين الخطأ الذي أدى إلى وفاه زوجته نتيجة نسيان قطعة "شاش" داخل بطن المريضة بعد العمل الجراحي ما سبب لها صدمة انتيانية أنهت حياتها.
وآخر تعرض لعملية ليزر بالعيون بعد اتفاق طبيبان بالسويداء على نفس التشخيص ولكن تبين بعد 4 سنوات من العملية أنه يحتاج لعمل جراحي مختلف تماماً عن الليزر.
ينوه الدكتور العفلق لنقطة هامة وهي ضرورة أن يميز المريض بين الخطأ الطبي والاختلاط الذي يحدث بعد العمل الجراحي فقد لا يكون هناك إهمال بالمعالجة أو التشخيص من قبل الطبيب لكن نتيجة الثقافة الطبية القاصرة قد يحدث تطور بالحالة الصحية للمريض يعود سببها لعدم التزامه بالتعليمات الطبية بعد الجراحة أو عدم الالتزام بالدواء وفترة العلاج.
وأكد العفلق أن أهم سبب فاقم هذه المشكلة هو غياب برنامج الرعاية الصحية الشاملة على المستوى الوطني، وقد يكون إلزام الأطباء بالدوام في المشافي العامة براتب قليل ببداية خدمتهم هو مايقلل أيضا من عزيمة البعض منهم على العمل بصدق وشفافية، واقترح العفلق ضرورة عمل ملف صحي موحد لكل مواطن منذ ولادته ليتم متابعة حالته بشكل أسهل خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه.
وبالطبع لا يجب انكار جودة البنية التحتية من مشافي وخدمات علاجية مجانية تقدم للمواطنين وتوفر عليهم الكثير من الأموال اضافة الى وجود كوادر طبية مهنية نفخر بطاقاتها وتمسكها بالبلد ورفضها للعروض الخارجية في ظل الأزمة.

قد تكون سياسة المحاسبة والإجراءات القانونية الصارمة بحق الأطباء المقصرين وسيلة رادعة لتفادي الأخطاء والحفاظ على حياة المرضى من جهة وسمعة الأطباء في المحافظة من جهة أخرى.

خاص