2023 Jan 03

التنتيج اليدوي في الصفوف الانتقالية بالمدارس يفتح شهية أبو جهل !!

على الرغم من التقدم الرقمي والتبني الحكومي لملف التحول الرقمي في التربية ، مازال التنتيج في الصفوف الانتقالية في المدارس يتم بشكل يدوي، والأحمر يتحول إلى أزرق، والأصفار يضاف إليها أرقاماً فردية وزوجية، والتزوير لا يحتاج إلى مجالس رحمة للانتقال من صف إلى أعلى أو من مرتبة إلى أعلى والإحباط عند من عقد العزم على المنافسة على أشده ووصل إلى الشهادات الرسمية، وما خفي أعظم.

ففي المدارس ياسادة مازال المدرس يمسك دفتره وقلمه لوضع علامات الشفهي والمذاكرة والامتحان، والموجه في المدرسة يحسب لكل طالب عدد أيام دوامه، ويشلف علامة السلوك للجميع بتقدير ممتاز، وكأن المدارس لا فوضى فيها ولا شغب، وكل من يكتب تعهدات مستمرة بعدم العودة إلى أفعاله المشينة لا يحاسب على سلوكه، وكل من يطلب ولي أمره لا يخاف كونه لا يحاسب على سلوكه، والبعض من الأهالي يتفاخر بحضوره للمدرسة ويدافع عن أخلاق أولاده المنحطة والتي استدعت وجوده في المدرسة، ومنهم من يرفع صوته على الكادر التدريسي ويتوعد بالمحاسبة.

وأمام كل ماسبق نسأل عن إمكانية إغلاق شهية أبو جهل، وهل فعلاً عجزت وزارة التربية عن إيجاد تطبيق يعمل على الأجهزة الحديثة و يتيح لكل مُدرس أن يعرف مدرسته وحالة طلابه الصحية من دون إحراج وساعات حضوره، ويسجل الغياب في حصته وعلامات المشاركة والمشروع والمذاكرة والامتحان، وهذه الصلاحية محصورة به ولا يحق لأحد التعديل، ولا يعرف زميله الذي يدخل إلى نفس القاعة ولا إداراته مستوى الطلاب إلا من خلال جمع جميع مدخلات التنتيج لترتيب الطلاب على مستوى الصف والمدرسة والمحافظة وعلى مستوى القطر والتي يتولى جمعها التطبيق الالكتروني من خلال المدخلات .

والسؤال الجوهري هل فعلاً عجزنا عن هذا التطبيق في عصر التطور الرقمي وخاصة أن لكل تلميذ رقم وطني معرّف ورقم تعليمي، وفي حال عجزت الوزارة لماذا لم تطلب المساعدة من المنظمات الدولية التي تصرعنا بحرصها على العملية التعليمية في سورية ؟، أو لماذا لم تطلب التبرعات من الشركات المبرمجة أو المساعدة من البحوث العلمية والجامعات لوضع هذا التطبيق موضع التنفيذ؟.

البعض من المدرسين سيسخر من هذا المقترح كون المخابر المعلوماتية في بعض المدارس حضّرت التجهيزات وغاب الكادر واعتلاها الغبار ولا تعمل، والطلاب محرومون من نعمتها، فكيف لهذا الكادر أن يستخدم أسلوب التحول الرقمي؟، نقول وبكل بساطة إن الغالبية العظمى من المدرسين اليوم يمتلكون الأجهزة اللوحية الذكية التي تتيح لهم إدخال البيانات واستخدام التطبيق بيسر وسهولة، كما يتم استخدام تطبيق الدفع الالكتروني أوتطبيق وين، وفي حال تم اتباع التنتيج الالكتروني وتسجيل حالات الفوضى الواقعة في سجل التلاميذ ستكون النتيجة عادلة والانضباط أكثر من قبل الطلاب والمدرسين والكادر الإداري والتربية، وسيغلق الباب أمام أبو جهل إلى الأبد وبتر يده من اللعب في عداد النتائج وعندها سنقول "إن المنافسة في التربية والتعليم تتم بأجزاء العلامة".

 

الساعة 25: طلال ماضي

خاص