"الساعة الخامسة والعشرون" ... الرواية التي لا تموت
السويداء25- نادين العريضي
"كثير من الروايات يتلاشى حضوره من الذاكرة بمرور الأيام، وتصبح استعادة أجوائه صعبة، وربما شبه مستحيلة، وقليل منها يدمغ الذاكرة بختمه الأبدي، ومن ذلك القليل النادر رواية الساعة الخامسة والعشرون"
تقوم رواية الساعة الخامسة والعشرون للكاتب الروماني قسطنطين جيورجيو والتي منعت في أوروبا حتى سنة 1949 على تركيب سردي متداخل عبر شخصية الروائي "تريان كوروغا" أحد أبطال الرواية الذي يقوم بكتابة رواية بنفس العنوان، ويقدم فيها سيرة حياة شخصيات عانت من ويلات الحرب العالمية الثانية الرهيبة في معسكرات الاعتقال بتداخل مع الحياة الغربية الحديثة التي اتجهت لقهر الإنسان باسم الحداثة، فتنتقل من حال إلى نقيضه حيث يتحول الضحايا إلى جلادين، مستنتجاً أن خلاص هذا المجتمع يكمن في روحانيات الشرق.
ويوضح تريان معنى عنوان الرواية باعتبارها تمثل مرحلة ما بعد هزيمة المجتمع الغربي وعبودية الآلة للإنسان بقوله: "الساعة الخامسة والعشرون هي اللحظة التي تكون فيها كل محاولة للإنقاذ عديمة الجدوى، بل إن قيام المسيح نفسه لن يجدي، إنها ليست الساعة الأخيرة، بل هي ما بعد الساعة الأخيرة، ساعة المجتمع الغربي، إنها الساعة الراهنة، الساعة الثابتة المضبوطة”.
يقول عنها الدكتور "عبد الله إبراهيم" إنها أحد أكثر الأعمال السردية الباعثة على أسئلة جذرية حول مصير الإنسان المأساويّ، فعالم الرواية الافتراضي متاهة يتعذر أن ينجو منها أحد، رواية تتجلى فيها أصداء الملاحم الكبرى، والتراجيديات الإغريقية و المآسي الشكسبيرية، ومجمل الأعمال التي انصب اهتمامها على مصير الإنسان، لذلك فهي تنتسب إلى سلالة الآداب السردية الرفيعة الخالدة.
أحدثت هذه الرواية ضجة في أوروبا كلها لم يحدثها كتاب مماثل من قبل، فترجمت إلى أكثر من 40 لغة وأعيد طبعها في فرنسا وحدها 78 طبعة، وفي شرقنا العربي حظيت باهتمام كبير فقال بعضهم: "إنها أفضل كتاب صدر بعد جمهورية أفلاطون"، وقال آخرون " لم يسبق لكاتب أن نجح في هز مشاعر جماهير العالم كله نجاح مؤلف هذا الكتاب" حسب مترجم الرواية "فائز كم نقش".