"الشاشات الرقمية" إدمان يهدد الأطفال
السويداء25 – وكالات:
أصبحت المعارك بين الآباء والأبناء على استخدام التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية، إذ كثيراً ما يطالب الآباء أبناءهم بتقليل أوقات وضع رؤوسهم في شاشات الهواتف النقالة أو الأجهزة اللوحية، ويركزون نصائحهم لهم على تخصيص الوقت (ساعة أو ساعتين في اليوم) لاستخدام التكنولوجيا، بحيث لا تتضرر علاقاتهم بأسرهم.
ولا تزال الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصي بساعة واحدة يومياً كحدٍّ أقصى للتعرض لشاشات الأجهزة الإلكترونية للأطفال دون سن السادسة.
لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنّ طول مدة استخدام الطفل للأجهزة اللوحية لا يشكل مشكلة، بقدر ما تشكله فائدة أو ضرر ما يستهلكه عبر الشاشة، سواء كان الجهاز تلفازاً أو ألعاب فيديو أو هاتفاً نقالاً.
وتُشَبِّه "جوسلين برور" -وهي عالمة نفس متخصصة بمفهوم "التغذية الرقمية"- الوجباتِ الإعلاميةَ بما هو موجود في أطباقنا، وتقول: "بدلا من حساب السعرات الحرارية (أو وقت الشاشة)، فكر في ما تأكله".
وقال "أندرو بريسبيلسكي" -المؤلف الرئيسي للدراسة-: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى السياق الأوسع للأسرة، فإذا ما شارك الآباء في استكشاف العالم الرقمي مع أبنائهم، تكون الفائدة أكبر من استخدام الطفل لوحده للشاشة".
ووجدت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان في كانون الأول عن أشخاص تتراوح أعمارهم بين 4-11 عاماً أن كيفية استخدم الأطفال للأجهزة، وليس الوقت الذي يقضونه في استخدامها، هو أقوى مؤشر على المشاكل العاطفية أو الاجتماعية المرتبطة بإدمان الشاشة".
وتتفق معظم الأبحاث على أنه على الرغم من أن ضرورة تحديد مواقيت لاستخدام الأطفال للشاشات الرقمية، فإن الاستخدام المفرط لها له تأثيرات سلبية على النوم والصحة والمزاج.
ووجدت إحدى الدراسات، التي أجريت في كانون الثاني أن المراهقين الذين ينفقون قدراً ضئيلاً من الوقت على الاتصالات الإلكترونية هم الأكثر سعادةً، بينما يميل الحديث نحو السلبية في كل مرة يدور عن علاقة الأطفال بالتكنولوجيا، فإنه ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك، إذ يمكن للإنترنت وألعاب الفيديو أن تكون ممتعة وتوفر منفذاً إبداعياً جديداً للأطفال.