الشعور بالتهميش وعدم وضوح الأفق في مقدمة الأسباب لهجرة الشباب خارج المحافظة
الساعة_25:سهيل حاطوم
بيّن تقرير صدر مؤخراً عن اللجنة الفرعية للسكان في محافظة السويداء أن الشعور بعدم الرضى والتهميش وعدم المشاركة في اتخاذ القرار وعدم وضوح الأفق الذي ينجم عنه فقدان المبادرة واللامبالاة تأتي في مقدمة الأسباب التي تلعب دوراً أساسياً في تنامي ظاهرة هجرة الشباب إلى خارج حدود المحافظة .
وأوضح التقرير أن من أبرز الأسباب لتفاقم هذه الظاهرة تكمن في عدم وجود بيئة حاضنة للعمل الشبابي وريادة الأعمال , وعدم وجود جمعيات خاصة بالشباب , وعدم وجود شركات كبيرة ومشاريع كبرى قادرة على استقطاب الشباب في المحافظة, لاسيما الخريجين الجدد في ظل وجود جيل من الشباب اللامبالين, والذين يقبعون في مرحلة الانتظار وأغلبيتهم من الخريجين الجامعيين ممن يحاولون إيجاد فرص عمل تناسب اختصاصاتهم.
وأشار التقرير إلى أن عدم ملائمة مخرجات التعليم التي لا تتناسب مع سوق العمل, بالإضافة لكون الشرائح العمرية في سوق العمل أغلبيتها أنثوية هي من بين الأسباب لهجرة الشباب خارج المحافظة .
ولفت التقرير إلى أن الحلول المقترحة تكمن في توجيه رؤوس الأموال للاستثمار في مشاريع تناسب وسوق العمل اعتماداً على تحليل الواقع الراهن للمحافظة والإمكانات المتوفرة والفرص المتاحة, مع أخذ نقاط الضعف والتحديات بعين الاعتبار , وربط الجامعة بالمجتمع ,والاستفادة من حلقات البحث الجامعي لدراسة وضع المجتمع , وتفعيل دور المدارس البيطرية والزراعية في المحافظة , ومراقبة المناهج التدريبية للمعاهد الخاصة التخصصية بحيث تلحظ خصوصية المحافظة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.
كما دعا التقرير إلى التركيز على قصص النجاح والإضاءة علها بحيث تكون قدوة حسنة , وإعادة إحياء الصناعات التقليدية التراثية بالمحافظة وتعريف الشباب بها, والتشبيك بين كافة الفعاليات المعنية بموضوع الشباب, و إقامة دورات بناء قدرات لتعزيز ثقافة العمل الجماعي والعمل بروح الفريق , وإيجاد برامج تستهدف قطاع الشباب لترسيخ العمل كقيمة اقتصادية واجتماعية, و تشجيع الأندية والجمعيات الهادفة والمرخصة أصولاً بالمحافظة ودعمها لتكون بديلاً عن مقاهي الإنترنت والأماكن المشبوهة , والاستفادة من خدمات الإنترنت بشكل إيجابي لترسيخ القيم الجيدة وتقديم الخدمات المفيدة لجيل الشباب .