الصهريج بـ 85 ألف ليرة .. سهوة الخضر تتربع على بحر من المياه وأهلها عطشى..من المسؤول؟!!
أزمة مياه خانقة تشهدها قرية سهوة الخضر الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة السويداء منذ أشهر بالرغم من وقوعها على بحر من المياه ووجود نبع كانت إلى وقت قريب تسقي القرية وأكثر من عشرة قرى في الريف الجنوبي للمحافظة بحسب الأهالي .
وفي شكوى للساعة 25 أكد الأهالي أن القرية التي يتجاوز عد سكانها 7 آلاف نسمة تعاني منذ أكثر من خمسة أشهر من عدم وصول المياه إلا بمعدل صهريج واحد لكل أسرة مؤلفة من نحو 7 إلى 8 أفراد كل 50 يوماً وبسعر 45 ألف ليرة للصهريج سعة 20 برميل والذي يتم شراءه من نبع تبعد عن القرية حوالي 1 كم وهي غير صالحة للشرب وإنما تستخدم للغسيل وسقاية المواشي , فيما يتكبدون شراء صهريج مياه الشرب الذي يأتي من آبار خازمة أو الهويا بسعر 85 ألف ليرة , الأمر الذي يفاقم من معاناة الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والغلاء الفاحش.
المواطن أسامة كيوان قال .." من المعيب جداً أن نشتري المياه في قرية سهوة الخضر وثمن صهريج المياه بمبلغ 45 ألف ليرة , ومنذ نهاية شهر حزيران وحتى تاريخه ندفع ثمن 4 صهاريج مياه بقيمة 180 ألف ليرة في فترة لاتتجاوز ثلاثة أشهر, فهل هذا طبيعي أم حرام بالنسبة لعائلة لا يتجاوز راتبها 100 ألف ليرة , مضيفاً .." من المسؤول عن هذه المهزلة وبئر القرية متوفرة المياه فيه ونبع البلد تطوف فيها المياه من رأس بدر وبعض الحارات فقط مستفيدة منها ,هل من جواب على هذه المهزلة الحاصلة في قريتنا أم هناك أناس مستفيدين لتعبئة جيوبهم فقط ولا يهمهم أن يأكل الغلاء الفاحش من عظام أطفالنا .. من المسؤول عن هذا الوضع السيء , هل من حلول أو إجابات يكفينا ما بلانا من دواعش الداخل وتجار الأزمات.
بدوره المواطن أبو حسن جهاد كيوان بيّن أن المياه في نبع رأس بدر تكفي القرية والقرى المجاورة , لكن الخزان في القرية أعلى من تلك المياه , لافتاً إلى أنه تمت المطالبة بتركيب مضخة إلا أنه لم تكن هناك أي استجابة من المعنيين .
كما أشار إلى أنه تم حفر بئر جنوبي القرية والطريق بحاجة إلى تعبيد , إلا أنه وبعد البدء بالتنفيذ توقفت الآليات مباشرة لعدم توفر المازوت , مبيناً أنه تمت مراجعة الجهات المعنية ومؤسسة المياه والمحافظ ولم يكن هناك أي استجابة نهائياً .
وكان الأهالي قد أشاروا في شكوى سابقة لـ الساعة 25 إلى أن مياه عين بدر بإمكانها أن تسقي القرية بأكملها إذا ما تم تجميعها بخزان القرية وتوزيعها على الحارات بانتظام لأنها تضخ ما يقارب 500 متر مكعب يومياً , لافتين إلى وجود مستفيدين من عدم ضخها لخزان القرية ومن بينهم عمال الشبكة والقائمين على توزيع المياه عبر الصهاريج والذين لم يعد همهم سوى جني الأرباح على حساب المواطنين عبر التلاعب بعدد نقلات المياه وبأسعارها.
كما لفت الأهالي إلى أن نبع عين بدر له طالع شرقي القرية وثلاث حنفيات, لكن أهالي القرية لايستفيدون منه إلا بتعبئة بيدونات بلاستيك, حيث إن تكلفة نقل 5 بيدونات عبر طلب تكسي تصل إلى 2500 ليرة, مشيرين إلى أن بئر مياه تل مريم تم إصلاحها خلال الفترة الماضية لتغطية احتياجات القرية من مياه الشرب وتوزيع المياه بالصهاريج مجاناً , إلا أن القائمين على التوزيع عمدوا إلى بيع المياه بسعر 20 ألف ليرة للصهريج الواحد رغم أن البئر تتبع لمؤسسة المياه وليست قطاع خاص ورغم أن النقلة الواحدة لا تكفي أكثر من أسبوع أو عشرة أيام.
أما منطقة الحصن في القرية فالمعاناة مضاعفة حيث لاتصلها الصهاريج لعدم وجود طريق يصل للبيوت وليس هناك خزانات أرضية في المنطقة وأقرب نقطة يصلها الصهريج يلزمها خرطوم بطول 60 متر.
وتساءل الأهالي .." إلى متى هذا الإهمال بحقنا في مياه الشرب؟ وإلى متى هذا الاستهتار بمشاعرنا والكذب علينا , وإعطائنا وعود كاذبة في ظل استمرار السرقة والفساد من قبل المسؤولين عن مياه الشرب في سهوة الخضر؟ ولماذا لا يتم استثمار المياه الموجودة بالقرية والتي تكفيها لسنوات بالشكل الأمثل لحل أزمة المياه ؟ ولماذا لا يتم استثمار مياه نبع رأس العين والبئر التي تم حفرها وتوصيلها بشبكة المياه أم أن ذلك يضر بمصلحة بعض المتنفذين؟؟؟..
الساعة 25: سهيل حاطوم