القبول الجامعي بين رغبة الطالب والقدرة الاستيعابية للكليات
السويداء25 - تشرين:
يترقب الطلاب نتائج مفاضلة القبول الجامعي كل عام بقلق بانتظار تحديد مصائرهم، حيث أصبحت المعدلات ونتائج القبول واللحظات المرافقة لامتحانات الثانوية فترات ومراحل حساسة ترهق كاهل الأسرة وتضع الطالب وأهله أمام خيارات صعبة جداً.
فالطالبة نور الحاصلة على معدل 2293 في الثانوية العامة تنقصها أجزاء من الدرجة لدخول السنة التحضيرية، واصفة النتائج بالمجحفة، تقول: «كنت أطمح لدراسة الطب البشري، وبذلت جهداً كبيراً، فالأسوأ في الشروط المجحفة علينا كطلاب عدم السماح لنا بالتفاضل على التحضيرية عن طريق برنامج الموازي. وهنا أطالب إما بتسوية أوضاعنا لكوننا بحاجة لأجزاء من الدرجة، أو السماح لنا بالتفاضل على الموازي".
أما الطالب حسام فقال: استغرب الطريقة التي يتم التعاطي بها مع الطلاب. فالمفروض أن يسمح لنا بالدراسة كل حسب رغبته ضمن معايير موضوعية واضحة تعطي الطالب حقه، فالإجراءات والصعوبات التي يتم وضعها أمام طموحات الطالب تجعله يفكر أولاً بالسفر أو اللجوء للجامعات الخاصة، وأعتقد أنّ هذا ما تريده بعض الجهات».
وللوقوف على حيثيات الموضوع قال رئيس فرع جامعة دمشق في السويداء الدكتور منصور حديفة: "إن قانون الاستيعاب الجامعي يحدد حاجة كل كلية، وتم افتتاح عدد من الكليات والأقسام في المحافظة، التي خففت عبئاً كبيراً عن أبناء المحافظة، وفسحت المجال أمام الكثيرين للدراسة الجامعية، وأملنا كبير بعد الانتصارات الكبيرة والمتتالية أن تعود عجلة الإنتاج، وأن يتم افتتاح كليات وأقسام جديدة، لما لها من أثر كبير وإيجابي في واقع المنظومة التعليمية وتطورها. ولاسيما أن جامعة دمشق رصدت المكان المناسب لأبنية الكليات في المحافظة بمساحة تقدر بـ 230 دونماً، وتم إنجاز المخططات المطلوبة لذلك".
هذا ما أكده عميد كلية التربية الثانية في السويداء الدكتور مجدي الفارس قائلاً: تقوم مديرية المفاضلة في وزارة التعليم العالي ولجنة الاستيعاب الجامعي بتحديد معدلات القبول حسب القدرة الاستيعابية لكل كلية، والارتفاع بمعدلات الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية أدى لارتفاع معدلات القبول الجامعي. فالتوسع الأفقي للكليات والأقسام يفسح المجال لقبول عدد أكبر من الطلاب ويخفف الأعباء عنهم.
واقترح الفارس بهذا الخصوص افتتاح قسم رياض الأطفال في كلية التربية الثانية في السويداء، لحاجة المحافظة له، ولا سيّما أن أعداداً كبيرة من طلاب المحافظة تدرس هذا الفرع في جامعة دمشق وتتكبد عناء السفر. ويعد هذا الفرع رافداً أساسياً للعملية التربوية في كل محافظة علماً أن الكلية قادرة على تأمين متطلبات ذلك من بنى تحتية وهيئة تعليمية.