2018 Dec 02

"المشاريع الصغيرة" نجاة من ضيق العيش وعبء على من يجهل أسسها

الساعة25- لينا الخطيب:

اللجوء إلى المشروع الصغير هو أحد الوسائل التي يلجأ إليها الناس لرفد دخلهم الشهري وتحسين مستواهم المعيشي في ظل غلاءٍ فاحشٍ لأسعار الخضروات والملابس وأجار البيوت، خاصةً بوجود عدد من الأطفال في الأسرة، لكن ما نلاحظه عدم استمرارية هذه المشاريع لفترة طويلة أو عدم زيادة الأرباح رغم الجهد والوقت الكبير المبذول من قبل صاحب العمل، وفي حال خسارة المشروع فهذا يشكل عبئاً إضافياً على الأسرة من الناحية المادية وغرقاً في الديون خاصةً إذا كان رأس المال معتمداً على القروض ذات الفوائد العالية، وطبعاً يُرمى لوم الخسارة على الحظ أحياناً أو الحسد أو المنافسة غير الشريفة.

إن تأسيس أي مشروع - كبيراً كان أم صغيراً- لا يبنى على الحظ والعشوائية في الإنفاق والاستهلاك إنه بالدرجة الأولى دراسة فعلية وجدية مبنية على أسس وقواعد، فقبل البدء بأي مشروع وقبل خسارة الجهد والمال لابد من توفر عدد من المؤشرات التي تدل على نجاح هذه المشروع واستمراره مستقبلاً.

يوضح لنا الدكتور رغيد قصوعة عميد الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجبا في لقاء خاص لموقع الساعة 25 أن أولى خطوات النجاح تبدأ من العامل الشخصي إذ يجب أن يتميز صاحب المشروع بالإصرار والخبرة والتحدي والرغبة بالعمل.

النقطة الثانية هو الجانب التسويقي أو دراسة السوق فإذا لم يتوفر السوق اللازم لتصريف المنتج فالمشروع فاشل، إضافة إلى ضرورة اختيار موقع للمشروع ملائم لطبيعية المشروع وقربه من المواد الأولية وسوق التصريف.

ويضيف : "بعد تحديد النقاط الرئيسية لانطلاق المشروع يبدأ تحديد مصادر التمويل أو ما يسمى الدراسة المالية، ومن المهم التفكير في مصادر تمويل رخيصة /منح، جمعيات، ادخار ذاتي/ والتمويل الشخصي هو الحل الأمثل لأن تكلفته صفر- بلا فوائد- وفي حال عدم توفر ما سبق ذكره يتم اللجوء إلى الشراكات أو القروض ويجب جعل القروض الحل الأخير بسبب الفوائد التي ستدفع إضافة إلى المبلغ الأساسي.

وعلى اعتبار أن اللجوء لدراسة الجدوى الاقتصادية عند اختصاصيين مكلف وغير مناسب للمشاريع الصغيرة فهناك أسس بسيطة يمكن اتباعها لإنجاح المشروع كالدراسة الفنية التي تتعلق بأدوات الإنتاج اللازمة وأسعارها وحساب التكاليف الثابتة والمتغيرة ودراسة السوق والتأكد من الكمية التي يمكن تسويقها من السلعة ومدى قدرة السوق على الاستيعاب.

 ويقول قصوعة : "في بداية أي مشروع من المهم الوصول إلى نقطة التعادل أي لا ربح ولا خسارة على الأقل أي أن يستوعب السوق كل السلع المنتَجة ثم الوصول إلى منطقة الربح عندما يحتاج السوق كمية أكبر من الكمية المنتَجة، ويشترط أن تكون السلعة منافسة للسلع الأخرى من حيث الجودة والسعر".

إن دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع ليس ترفاً أو خطوة يمكن تجاهلها فالإعداد لأي مشروع من أهم خطوات نجاحه والتخطيط السليم يضمن نجاح وفاعلية واستمرارية أي مشروع وتحقيق العائد المادي المتوقع منه.

خاص