2019 Oct 24

المشاريع المدرسية همٌّ جديد يطرق باب الفقر

الساعة 25- شذى حمشو:

مما لا شك فيه أن جل ما يفضله الآباء والأمهات هو الاهتمام بتعلم وتطوير قدرات أبناءهم وبكافة الوسائل المتاحة، ويأملون بأن تتطور المناهج الدراسية بالطريقة التي ترقى لمستوى طموحاتهم سواء من خلال تطوير المناهج الدراسية أو الأنشطة التعلمية التي تساعد على ترسيخ المعلومة بعيداً عن التلقين ، بالمقابل تعمل وزارة التربية على تحديث وتطوير المناهج وسن قوانين وقرارات لتلبية هذا الهدف المشترك، منها فكرة المشاريع المدرسية الالزامية لطلاب المرحلة الابتدائية والتي تدخل ضمن مجموع الدرجات النهائية وتقدم كل فصل دراسي.

لكن كما يبدو أن للأهل حكاية مأساوية مع المشاريع المدرسية والتي باتت حسب تعبيرهم عبء وتكلفة مادية دون فائدة تذكر وهمٌّ يطرق بابهم بداية كل عام دراسي. 

السيدة ريم أم لطالبين في المرحلة الابتدائية تشرح معاناتها وتقول: المشاريع المدرسية عبء على وقتي ومجهودي وليس على أولادي، فلا قدرة لهم على تنفيذها بمفردهم ، كما أنها ورغم بساطتها تكلّف مبلغاً مالياً نحن بحاجة إليه، وتتساءل ما الفائدة من مشاريع ينفذها الأهل لا الطلاب؟؟

وحول تقسيم الطلاب لزمر والاجتماع مع بعضهم لتنفيذ مشروع مشترك، رفضت السيدة لينا هذا الاقتراح وقالت اجتماع طلاب في هذا السن خارج المدرسة أمر مرفوض تماما بالنسبة لي ، وهو مضيعة الوقت واللهو.

وتضيف: أتحمل تكاليف مشروع فردي لكل واحد من أبنائي حرصاً على تواجدهم داخل المنزل ، منوهةً إلى ضرورة تنفيذ هذه المشاريع داخل المدرسة حيث الأجواء التعليمية والمعلمين.

وبسبب المنافسة بين الطلاب لتقديم أفضل المشاريع يقول السيد رامي: بعض الآباء يقومون بشراء المشاريع الجاهزة لأبنائهم، وقبول بعض المعلمين بذلك قد يكون سبباً في خلق اللامبالاة لدى البعض والإحباط لدى الآخر الغير قادر على شراءه.

اذاً بالنسبة للأهل فإن هذه المشاريع هي جعبة ملؤها الآثار السلبية أكثر من الإيجابية، فما رأي الكادر التدريسي بذلك ..؟

الساعة 25 التقت المعلمة "أليسار نصر" للتعرف على رأيها فقالت:" المشاريع المدرسية ترسخ المعلومة في ذهن الطالب من خلال العمل المادي الملموس ولكن في الوضع الراهن تعاني مدارسنا من كثافة في المناهج، وعدم تخصيص مستلزمات لتنفيذها داخل المدرسة من قبل وزارة التربية يجعل هذه المشاريع غير قادرة على تحقيق الغاية المرجو منها، مشيرة إلى أن تفاوت المستويات بين المشاريع من حيث التكلفة والمستلزمات يخلق لدى الطفل مشاعر الغيرة والعجز المادي.

وتؤكد المعلمة" ألطاف أبو حمرا" على فكرة أن نجاح المشاريع يقتضي تخصيص قاعات داخل المدرسة لتنفيذها خلال الدوام المدرسي حرصاً على تنمية العمل التعاوني والتشاركي بين التلاميذ.

وفي لقاء مع الاستاذ " إياد أبو زين الدين" مدير مدرسة أنيس عواد في شهبا قال: إن المدرسة بإمكانها تطوير مهارات الطالب مع تخفيف العبء المادي على الأهالي من خلال إلزام الطلاب بتنفيذ المشاريع من توالف البيئة مع عدم قبول المشاريع الجاهزة باهظة التكاليف والغير منفذة من قبل الطالب إضافة لعدم تجاهل أياً من المشاريع التي يقدمونها.

مصدر من مديرية التربية في السويداء رفض ذكر اسمه قال أن تجربة المشاريع المدرسية غير مناسبة للواقع سواء على الصعيد المدرسي أو على صعيد الوضع الإقتصادي للأسر والعائلات.

اذاً إلى متى يتحمل الأهالي والطلاب قرارات التربية غير المدروسة وغير المتناسبة مع المناهج والبيئة المدرسية وبالتالي غير المحققة للهدف المرجو منها في ظل أعباء الحياة المتزايدة والصعاب التي تعترض الكثيرين لتأمين سبل العيش .

خاص