2021 Nov 04

المكاتب الصحفية بلا تبعية مهنية

الساعة 25 : طلال ماضي

في كل فترة تصعد قصة المكاتب الصحفية إلى الواجهة وسرعان ما تخبو من دون قراءة القصة وفهم آلية عملها وما تحتاجه هذه المكاتب حتى تنتقل بإعلام المؤسسات إلى المرحلة المرجوة، وفي هذه الفورة اليوم يتم جمع مدراء المكاتب في دورة تدريبية للإيحاء بان عمل المكاتب على مايرام.

المشكلة الأساسية في عمل المكاتب الصحفية ياساده ياكرام هي في تبعيتها إلى الوزارات والمؤسسات المعنية، وتنفيذ تعليمات الوزراء والمدراء وإغلاق الأبواب في وجه الإعلام من منطلق (الباب اللي يجيك منه ريح سده وأستريح) .

وفي المقابل العديد من وزارات الدولة والمؤسسات بلا مدراء مكاتب صحفية، ومنهم من يديرها من خارج المهنة، ويشتكون من سلوك بعض الصحفيين ويوزعون الغنائم ( الإعلانات) لمن يرغبون، ويغلقون الأبواب بوجه من يراجع للحصول على أدنى معلومة، إذا لم يكن على علاقة وثيقة بمكتبها الصحفي، عليه المراجعة عدة مرات، وإرسال عشرات الفاكسات، والنتيجة مؤجلة إلى أجل غير مسمى.

إرسال التعاميم والقرارات لأن تكون المكاتب الصحفية مستقلة إدارياً والحد من الروتين الإداري لن ينقذها، والمنقذ الوحيد هو تبعية هذه المكاتب إلى وزارة الإعلام، أسوة بمديريات التنمية الإدارية، ودوائر الرقابة والتفتيش، ومدراء المالية في بعض المؤسسات، وعندها يعمل مدير المكتب الصحفي بعقلية مهنية في إطار توجهات الوزراء والمدراء ، أما أن يعمل كموظف عند وزير سيكون عدوه الأول الصحفي وللأسف هذا هو الواقع .

وللأسف الشديد أيضا أن بعض المكاتب الصحفية تغلق الأبواب والمعلومات لدرجة أنك لا تسمع تصريحات وزير أو تسمع اسمه بالإعلام خلال أسابيع، ومنهم لا يخرج إلا ما ندر، هل هذا لانه جالس بلا عمل، أم وزارته لا تعمل، وهل يعقل الواقع اليوم انه لا يوجد سوى تصريحات وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المادة الوحيدة التي يتداولها الإعلام، أين أخبار بقية الوزراء خارج الاستقبال الرسمي لأي ضيف، أو زيارة اطلاعية على أي مشروع، وهل يعقل أن الوزارات الأخرى لا تهم المواطنين حتى لا يخرج الوزراء للحديث معهم، وهل يعقل أن وزير النفط على الصامت ووزير التجارة الداخلية يتحدث عن الغاز وحكومة تخاطب الشارع باتجاه واحد.

ياجماعة أصبح هناك عدد كبير من وسائل الإعلام في سورية وهذه الوسائل بحاجة إلى تقديم وجبات يومية وتعمل على التفنن في صناعة هذه الوجبات فإذا لم تقدموا لها الوقائع والأرقام لصناعة الإثارة ستصنع من خيالكم الفيسبوكي وجبات مثيرة لكنها مضرة لصحتكم فنصيحة العارف تقول (قول الحقيقة لإزعاج الناس أفضل من الكذب لإرضاء المسؤول)