تمكنت المهندسة / ربا فؤاد رشيد/ ابنة السويداء من تنفيذ أول تجربة في سورية للاستفادة من مادة تفل العنب في تغذية الدواجن رغم الصعوبات التي واجهتها في تأمين مكان التجربة ومستلزماتها , وتكبدها بشكل شخصي جزءاً كبيراً من تكاليف مستلزمات تنفيذ هذه التجربة .

التجربة التي جاءت بعد بحث تقدمت به المهندسة / ربا /بعنوان" تأثير إضافة تفل العنب المجفف إلى الخلطات العلفية للفروج في بعض المؤشرات الإنتاجية" وحصلت بموجبه على درجة الماجستير , تم تنفيذها بناء على توفر مادة تفل العنب في محافظة السويداء كمخلف ثانوي لمعمل التخمير والتقطير , حيث توصلت إلى نتائج مهمة على صعيد استخدام هذه المادة في تغذية الدواجن من جهة  وإغناء اللحوم بالمواد الفعالة مثل التي يمكن أن يكون لها دور محفز للنمو , بالإضافة إلى إطالة أمد حفظ اللحوم المبردة  كنتيجة للحد من عمليات أكسدة الدهون في اللحم.

المهندسة/ ربا / أوضحت للساعة 25 أنها نفذت البحث في مدجنة خاصة في محافظة السويداء على 240 من صوص الفروج التي قسمت إلى 4 مجموعات كل مجموعة مكونة من 60 طيراً ,بعد أن جرى الحصول على تفل العنب من معمل الريان وتجفيفه من خلال تعريضه لأشعة الشمس المباشرة لعدة أيام  ومن ثم تجفيفه في الظل, وتحليل المادة المدروسة في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ( أكساد) لمعرفة محتواه من الأليف الخام والدهن الخام والبروتين خام والرماد الخام والطاقة الكلية .

وبينت أنه تمت إضافة تفل العنب إلى الخلطات العلفية بنسب تراوحت بين 2 و6 بالمئة  على التوالي , حيث أظهرت النتائج تأثيراً إيجابياً لاستخدام  تفل العنب بنسبة 2 بالمئة في مؤشر الوزن الحي ومعامل التحويل الغذائية , كما أظهرت النتائج من خلال مؤشر العدد الإنتاجي إمكانية استخدام تفل العنب في تغذية الفروج حتى نسبة 4 بالمئة , ويمكن أن يعزى هذا التأثير الإيجابي إلى أثر المواد الفعالة  في مادة التفل مثل مضادات الأكسدة والبوليفينولات والحموض الدسمة غير المشبعة, مشيرة إلى أن أهمية التجربة تأتي من كون صناعة الدواجن وإنتاج البيض ولحوم الدواجن تعد أحد أهم فروع الإنتاج الزراعي بشكل عام والإنتاج الحيواني بشكل خاص لأنها تشكل مصدراً للبروتينات الحيوانية الضرورية ذات القيمة الغذائية الجيدة في تغذية الإنسان , بالإضافة لأهمية العمل على تحسين كفاءة الإنتاج وكفاءة التحويل الغذائي.

ولفتت إلى أن هذه التجربة تعتبر خطوة هامة للاستفادة من كافة الموارد المتاحة في عملية الإنتاج وبخاصة أن تكاليف التغذية مازالت مرتفعة وتشكل مابين 70 إلى 80 بالمئة من إجمالي تكاليف إنتاج الدجاج , بالإضافة إلى اعتماد صناعة الدواجن في سورية على استيراد المواد العلفية  وخاصة مادة الذرة الصفراء وكبسة الصويا, مبينة أن تفل العنب من المواد حديثة الاستخدام في تغذية الدواجن , حيث ينتج كمخلف ثانوية لصناعة التخمير والتقطير ويستخدم حالياً في تغذية المجترات طازجاً , ويشكل حوالي 20 بالمئة من الوزن الكلي للثمار ويحتوي على نسبة عالية من الألياف الخام والبروتين والسكريات والدهون والمعادن والفينولات , مبينةً أن إضافة تفل العنب إلى الخلطات العلفية يحظى باهتمام كبير للتطبيق مؤخراً في عملية التسمين نظراً لتأثيرها الإيجابي على وظائف الجهاز الهضمي وكبح العوامل الممرضة الدقيقة وتحسين كفاءة تحويل الأعلاف وزيادة وزن الجسم ومعدل النمو وغناها بالدهون كمصدر للطاقة .

كما أضافت بأن التجربة بينت عدم وجود أي تأثير صحي لتفل العنب عند إدخاله إلى الخلطات العلفية للفروج, وبأن انخفاض سعر هذه المادة بالمقارنة مع مكونات الخلطات العلفية الأخرى يمكن أن يحقق وفر في كلفة الإنتاج و ارتفاع مؤشر الربح , وبالتالي يمكن أن تكون هذه الدراسة حجر الأساس الذي يمكن البناء عليه في تجارب لاحقة لاختبار هذه المادة في مجال إنتاج البيض.

ويعد العنب أحد أهم أصناف الفاكهة انتشاراً حول العالم ويقدر الإنتاج العالمي بنحو 61 مليون طن  حسب إحصائيات منظمة الفاو لعام 2002 منها 51 مليون طن تستخدم في الصناعة وينتج عنها نحو 9 أطنان من تفل العنب , فيما يؤدي تفل العنب إلى توازن في ميكروفلورا الأمعاء عند الدواجن إضافة إلى غناها بالفلافينونيدات بشكل عام .

الجدير ذكره أن المهندسة ربا فؤاد رشيد حاصة على الإجازة في الهندسة الزراعية والماجستير بدرجة جيد جداً , وكلفت رئيساً لقسم الإنتاج الحيواني في المعهد التقاني الزراعي منذ عام 2020 , وتدرس طلاب المعهد التقاني الزراعي عدة مواد وذلك منذ العام الدراسي 2018-2019, وأشرفت على قسم المخبر في الشركة العربية السورية لتصنيع العنب  في محافظة السويداء لمدة عام, كما أشرفت على تنفيذ وتسويق عدة مشاريع إنتاج الفطر المحاري في محافظة السويداء.

الساعة 25: سهيل حاطوم