2019 Mar 29

النول الحديث لمعمل سجاد السويداء لازال عالقاً والإدارة تحذر من اقتراب لحظة التوقف

الساعة 25- سهيل حاطوم

لاتزال قضية استقدام النول الحديث ومتمماته  لمعمل السجاد الآلي بالسويداء عالقة لدى الجهات المعنية ولم تبصر النور رغم أهميته القصوى للمعمل  وإرسال عشرات الكتب والمطالبات المتكررة  لرفده بهذا النول خاصة وأن العمر الزمني والاهتلاكي للأنوال القديمة في المعمل قد انتهى منذ زمن طويل  .

هذا الواقع دفع بإدارة المعمل لدق ناقوس الخطر  , حيث  حذرت في تقريرها المرسل إلى مجلس المحافظة من اقتراب لحظة توقف المعمل في حال عدم رفده بهذا النول بالرغم من التعاقد عليه  بين الشركة العامة لصناعة الصوف والسجاد وشركة ياسمين الشام للتجارة والمقاولات وتصديق لجنة العقود في رئاسة مجلس الوزراء على هذا العقد نهاية عام 2017 والذي يقضي بتوريد نول حديث لعمل سجاد السويداء مع متمماته وملحقاته بكلفة 4 ملايين و622 ألف يورو..

وزير الاتصالات ورئيس اللجنة الوزارية المكلفة متابعة المشاريع المتعثرة بالسويداء المهندس / إياد الخطيب / أشار خلال زيارته للسويداء منتصف آذار الجاري إلى أنه تم عقد اجتماع بين شركة ياسمين الشام ووزير الصناعة وتم إحالة موضوع النول الحديث إلى اللجنة الاقتصادية وبانتظار تأمين القطع الأجنبي للمباشرة بتوريده من قبل الجهة المتعهدة .

وبحسب تصريحات المعنيين في إدارة المعمل فإن النول الحديث  سيحقق قفزة نوعية في أداء المعمل في حال رفده به و سيفتح آفاقاً إنتاجية كبيرة من خلال إنتاج السجاد الصوفي بكل أصنافه وأنواعه حيث تفوق طاقته الإنتاجية إنتاج الأنوال جميعها في المعمل والآلات الملحقة وبواقع  170 ألف متر مربع سنوياً من السجاد في حال تم استخدام الخيط الطبيعي, فيما تصل طاقته الإنتاجية إلى 450 ألف متر مربع سنوياً في حال تم استخدام الخيط الصناعي بما يسهم في دعم العمل بطاقات إنتاجية عالية تفي بحاجة السوق من النقوش والتصاميم المتنوعة من مختلف أنواع السجاد الطبيعي, بالإضافة إلى انعكاساته الإيجابية على الكادر العمالي من حيث الحوافز وطبيعة العمل والمكافآت التشجيعية.

ويعاني المعمل الذي أقلع بالعمل قبل نحو أربعين عاماً من صعوبات جمة تتمثل في قدم الآلات وعدم توافر القطع التبديلية اللازمة في السوق المحلية وكثرة التوقفات الميكانيكية  وكثرة تبديل الألوان والنقوش على الأنوال من أجل إرضاء ذوق المستهلك , بالإضافة إلى  كبر سن العمالة النوعية وتعرضهم لأمراض مهنية ونقص عمّال الإنتاج المباشر ذوي الخبرة وخاصة النساجين  .

وعلى مبدأ مداواة الحاضر بالحاضر لجأت إدارة المعمل إلى جملة من الإجراءات خلال الفترة الماضية لتحسين واقع الإنتاج من خلال زيادة عدد ساعات التشغيل وتفعيل المباريات الإنتاجية التحفيزية بين العمال والدوام في أيام العطل ومضاعفة الجهود من الفنيين العاملين بالمعمل للتعامل مع الأعطال الميكانيكية الطارئة, حيث أنتج المعمل خلال شهر شباط الماضي نحو ثلاثة  آلاف متر مربع بزيادة قدرها نحو ألف متر عن الفترة نفسها من العام الفائت , كما جرى تفعيل الحركة التسويقية عبر مشاركة جميع عمال المعمل بالتسويق للمنتجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإعادة فتح الأسواق لتوريدها إلى محافظات حمص وحلب وحماة, الأمر الذي مكّن المعمل من تسويق كامل إنتاجه البالغ نحو 30 ألف متر مربع خلال العام الماضي وذلك للمرة الأولى منذ سنوات مع  بيع أكثر من ألفي متر مربع من السجاد الصوفي من المخزون إضافة للإنتاج المباع بقيمة إجمالية للمبيعات بلغت نحو 258 مليون ليرة .

 والجدير ذكره أن الشركة العامة لصناعة الصوف والسجاد الآلي بحماة كانت قد  أعلنت بتاريخ 6/3/2017 عن حاجتها لتوريد وتركيب  نول مع متمماته لمعملها في السويداء , وأنجزت اللجنة الفنية والمالية فض عروض مناقصة النول الحديث، وتم اختيار العرض المناسب والأفضل فنياً ومالياً، والمطابق للمواصفات المطلوبة وجرى الحصول على  الموافقات من رئاسة الوزراء ووزارة الصناعة والمؤسسة العامة للصناعات النسيجية, كما رصدت الشركة في العام نفسه مبلغ مليار و/126/ مليون ليرة لشراء النول الحديث   إلا أن استقدام النول لمعمل السجاد الآلي في السويداء مازال في غياهب المجهول و" بانتظار تأمين القطع الأجنبي ", فهل يشهد انفرجاً قريباً ينقذ هذه الصناعة الوطنية وينهي فصول معاناتها  ؟؟؟؟

 

 

 

 

خاص