الهجرة من قرى الريف الشرقي في السويداء تعيق التنمية البشرية والاقتصادية فيها
الساعة25- عمران مهنا الجباعي:
بعد الأربعاء الدامي في ٢٥ تموز ٢٠١٨ تبلورت ملامح جديدة للمنطقة لم تكن من قبل أفرزتها منعكسات الهجمة الإرهابية لتنظيم داعش على قرى الريف الشرقي في السويداء كان أهمها الهجرة من الريف إلى المدينة والتي قاربت نصف السكان وكان لهذا العامل التأثير السلبي الكبير على واقع التنمية في المنطقة التي تَسلّط الضوء عليها كثيراً بعد ذلك اليوم الذي ارتقى فيه أكثر من ٢٥٠ شهيداً ومئات الجرحى.
الساعة ٢٥ تابعت عن كثب آراء العديد من المواطنين حول هذا الموضوع في قرية الشبكي كأنموذج:
فقال ثائر الجباعي (مقيم في القرية مع عائلته وأخ الشهيد ناظم الجباعي): إن خطر الهجرة لا يقل أهميةً عن خطر داعش فالتنظيم قتلنا بسرعة والمهاجرين قتلونا ببطء لأنه بغيابهم تأثرت الخدمات والمدارس والنقل وفرص العمل.
وقال معتز أبو عمار (مقيم في نفس القرية مع عائلته): لا أجد مبرراً لمن غادر القرية فالبيت لا يحميه إلا أهله وعندما يغيب السكان ستصبح الأرض مباحة من جديد للتنظيم الإرهابي لاحتلالها.
أما عدي الجباعي (المقيم في السويداء) فقال: لقد استشهد أخوتي وأمي وقبل ذلك بعام توفي والدي ورحل بذلك كل أهلي المقيمين في القرية ومازال غيابهم يؤلمني وأحتاج بعض الوقت للتأقلم على غيابهم وسأعود إلى بيتي وقريتي قريباً.
طليع فياض (المقيم في القرية) قال إن مسقط الرأس غالٍ وأكبر خطأ الهجرة من القرية التي تربينا فوق ترابها.
مرسل أبو عمار مدير المدرسة الإعدادية في الشبكي أفاد أن الجهات المعنية كان لها دوراً مؤثراً بالهجرة من خلال سماحها للموظفين والطلاب بالنقل، إضافةً إلى وجود جمعيات خيرية في المدينة فتحت أبوابها للمهجرين وقدمت لهم العون وهذا ما شجع السكان للرحيل، وقد روّج العديد من المهاجرين إلى الهجرة من خلال بث الخطر في نفوس السكان.
أما قصي الشاعر رئيس بلدية بوسان فأوضح أن الهجرة كانت لأسباب قسرية، فعامل الأمان مهم جداً للاستقرار والمطالبة بوجود تشكيل عسكري للجيش العربي السوري يشكل أهم ركائز الاستقرار، إضافةً إلى أن أبناء القرية قبل الهجوم الإرهابي كان اعتمادهم على الاغتراب ولم يقام إلى الآن أي مشروع حيوي يساهم بتثبيت السكان وتوفير فرص العمل فالاستقرار بحاجة إلى الأمان وفرص العمل وعند توافرهما سننعم بالتطوير المنشود وسنسعى كمجلس بلدي إلى إيجاد الحلول مع الجهات المعنية ونأمل أن نلقى الاهتمام والتجاوب من قبل المعنيين مع مطالبنا الخدمية ولن ندخر أي جهد لأجل بلدنا وأهلنا.
تباينت الآراء واختلفت الأسباب والدوافع لمن غادر ولمن بقي في القرية لكن في النهاية الأرض لا يعي قيمتها إلا سكانها ولا يحميها إلا أهلها والتراب المجبول بالدماء يحتم علينا التجذر عنده حفاظاً على تراث الأهل.
ننتظر الأيام القادمة متمنين أن تلملم جراحنا وتعيد للنفوس الأمان الذي كنا ننعم به وننتظر إطلاق المشاريع التنموية التي وُعدنا بها إضافة إلى تحسين واقع الخدمات وفرص العمل لتشجيع السكان على العودة.