اليوم العالمي للطفل .. أحلام طفولةٍ لا تتحقّق
الساعة25- ندى بكري:
العشرون من تشرين الثاني هو يوم الطفل العالمي ولكن بدلاً من أن نُهدي الأطفال حلوى، هم بالكاد يحصلون على حقوقهم المنصوص عليها في الأمم المتحدة.
سنواتٌ مثقلة بالحزن والألم مرت على سورية وكان الأطفال هم الخاسر الأكبر خلالها وكأن الحروب تستهويها أجسادهم الغضة فتجعل منها وقودها.
ففي محافظة السويداء كان الكثير من الأطفال خلال سنوات الحرب يعبرون ضفتي الشارع، قبل بزوغ الفجر بقليل، متعبين ومكسورين يمدّون أضلعهم الطريّة نحو أدوات حادّة وعربات وأحمال ضخمة، أجبرتهم عليها عوامل اقتصادية واجتماعية أفرزتها الحرب كتراجع مستوى المعيشة، هؤلاء لا تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، وهم بذلك أطفال بحسب التشريعات الدولية، ففي عمرهم هذا يجدر بهم أن يكونوا على مقاعد الدراسة، معظم العائلات هنا عاجزة عن توفير مستلزمات أطفالها، بعدما بات كل شيء يحتاج إلى ثمن، ما شرّع الأبواب لانتشار ظاهرة أطفال الشوارع، وعمالة الأطفال، وعلى الجبهة النفسية عانى الأطفال من مشاكل لا يخلو بعضها من التعقيد.
وفي مواجهة هذا المد الواسع من الانتهاكات بحق الطفولة، حاولت جمعيات رسمية وجهات مجتمعية التخفيف من قسوة الحال، فجمعية تنظيم الأسرة تقيم أنشطة اجتماعية للأطفال وجلسات الدعم النفسي ليتجاوزوا الآثار السلبية الناجمة عن الضغوطات النفسية التي تعرضوا لها خلال فترة الحرب وقد استفاد منها 428 طفل خلال العام الحالي وفق إحصائيات الجمعية، كما تقدم خدمات طبية وخدمات تغذية لأكثر من 14 ألف طفل خلال هذا العام أيضاً حيث يقوم أخصائيو التغذية في الجمعية بدراسة الوضع الصحي لأطفال المحافظة وإعداد برامج غذائية مناسبة لكل منهم وتقديم الدواء اللازم.
وعلى الرغم من وجود قوانين رسمية تمنع عمالة الأطفال وتعاقب عليها إلا أن التغاضي عنها بات أمراً لا يخفَ على أحد لأن سبب اتجاه الأطفال إلى عالم الكبار هو حاجة الأسرة المُلحة فيكون التعاطف مع حالهم أشد تأثيراً من القانون.
وأخيراً وفي يوم الطفل لعله اليوم الأكثر ملائمة للتذكير بحقوقه التي قلّما ينالها فلكل طفل حول العالم دون أي استثناء أو تمييز الحق في التعليم، ويجب حمايته من جميع صور الاستغلال، ويحظر إجباره على العمل ويجب حمايته من جميع أشكال التمييز.. وتطول قائمة الحقوق التي تكون أمنيات تحقيقها هي ختام الاحتفال بيوم الطفل في كل عام، فكل عام وأطفالنا وأطفال العالم بألف خير.