بائع ورود يكسر روتين المكان بورده وموسيقاه
الساعة25- سانا:
يقدم بائع الورود ونباتات الزينة سهيل بشنق نموذجاً حياً وفريداً عن علاقة الإنسان بالنباتات وأسلوب التواصل بينهما فالنباتات لديه روح غير ناطقة تشعر بما حولها تريح النفس وتبث الجمال حولها كلما بادلتها الاهتمام.
بشنق الذي يعمل منذ أكثر من عشر سنوات ببيع الورود متوسطاً بخيمته المليئة بأنواع الزهور والنباتات سوق الخضار في مركز مدينة السويداء مضفياً على المكان الذي يشهد ازدحاماً كبيراً يومياً لمسة جمالية وتفاؤلية بأسلوب تنسيق وروده وعرضها لتبدو لوحة فنية تتداخل فيها الألوان بإتقان وإبداع لتشكل مع ما يبثه من أغان طربية مصدر جذب للمارة راسماً الابتسامة والأمل على وجوههم رغم مشاغل الحياة وعجلتها حسب كثيرين منهم.
بشنق البالغ من العمر 54 عاماً اختار هذه المهنة لحبه وشغفه بالنباتات والورود التي شكلت له مصدر رزق لذلك يوليها كل الاهتمام ويرعاها كما ترعى الأم أطفالها.
أنواع متعددة من النباتات والورود يزرعها ويعرضها بشنق منها الجوري والياسمين والغاردينيا ونباتات الصالونات مثل اليوغا وشفليرة وتلفونة والسجاد وغيرها من الأنواع التي تلقى رواجاً واستقطاباً من المهتمين بتزيين منازلهم وحدائقهم كما يوضح.
ويرى بشنق الأب لشاب جامعي وابنة متزوجة أن الموسيقى هي غذاء للنباتات لا تقل أهميتها عن الماء والهواء لتنمو بشكل جيد لذلك يحرص على أن يسمعها الموسيقى بكل الأوقات ويتحدث إليها كأنه يتحدث إلى أبنائه وأصدقائه فالنبتة حسب تعبيره تعشق الموسيقى لذلك جمع لها ما يقارب 866 أغنية من أغاني الطرب الأصيل توزعت بين أغاني فيروز وأسمهان وفريد الأطرش ووديع الصافي ووردة وصباح فخري وعبدالحليم حافظ ليجعل منها إلى جانب نباتاته لوحة فنية تبث الفرح والأمل حولها ويكسر روتين المكان وضجيجه المعتاد.
زياد الفهد أحد الباعة المجاورين له لفت إلى ما يتميز به بشنق من طيبة وابتسامة صادقة دائمة وأسلوب جميل وروح مرحة في تعامله مع الزبائن وطريقته الفريدة في الاعتناء بنباتاته بينما يشير كل من خلدون منصور وأيمن العربيد اللذين اعتادا المرور من أمامه يومياً إضافة لكونهما من زبائنه إلى روح الطمأنينة والفرح التي ينشرها بشنق بنفوس الزبائن والمارة وتنسيقه الجميل والمتقن للنباتات والاهتمام بها وتقديمه النصح فيما يتعلق بطريقة رعايتها والظروف الملائمة لكل منها.
بشنق الذي اعتاد المارة ابتسامته في كل الظروف يؤكد أن الإنسان قادر على أن ينشر الفرح بأبسط الأشياء داعياً إلى نشر وتعزيز روح المحبة والفرح والتعاون بين الناس ونبذ الكراهية والأحقاد.