"باب الحارة 10"..مهزلة رمضان هذا العام
الساعة 25- فن:
يعود الكاتب الأساسي للمسلسل مروان قاووق لكتابة الجزء العاشر، بعد طلاق مع بسام الملا منتج الأجزاء التسعة، ورفع دعاوى ومثول أمام المحاكم.
كنوع من استغباء للمُشاهد، يخاله الكاتب تذاكياً، يجعل من القصف الفرنسي على حارات دمشق مَخرجاً للانتقال من حارة الضبع، أرضية المواسم التسعة، إلى حارة الصالحية، مسرح الجزء العاشر. أين الأبطال؟ أين الوجوه والأسماء؟ أين ثقة الناس؟ بذريعة أنّ المصائر مجهولة، والقصف هجّر وشتّت ويتّم، اختلط الحابل بالنابل وضاعت الطاسة.
ليس غريباً على "باب الحارة" إحياء الموتى ونبش القبور. وليس غريباً قَلْب الأدوار، فيتنقّل الممثل الواحد بين شخصيات عدّة كأنّ المُشاهد من دون ذاكرة! لا يتساءل صنّاعه عن رأي أحد فيستخفّون بالذكاء والعقول. وإن تساءلوا، يُكملون الدرب كأنّ شيئاً لم يكن! فالمسألة باتت تجارة، فُرِّغت من سياقات فنّية وخلت من لمعات الإبداع (مع ملاحظة أنّ قاووق تميّز في كتابة الجزأين الأوّلين).
إنّنا أمام تناحر شخصي يطعن العمل من خاصرته ويثير حوله السخرية، لا يمكن أن نثق بخلاصة لم يبقَ منها سوى الاسم والبعض القليل جداً، الداية إم زكي (هدى شعراوي) لا تعوّض وحدها ما لا يُعوَّض، عباس النوري تبرّأ من العمل ووثّق اللحظة بالفيديو،آخرون كصباح الجزائري في غياب، ويصرّ الكاتب على أنّ الورق يصنع مسلسلاً، والأسماء تحلّ في مرتبة لاحقة، ربما صحيح، لكن في حالات مغايرة، في وضعية "باب الحارة"، لا يمكن المجيء بشبيه لفوزية وأم بدر (شكران مرتجى ومحمد خير جراح) والرهان على أنّ الناس ستصدّق، المشهد بائس مقارنة بالأصل، لا يُضحك ولا يُقنِع.
المصدر: النهار