2022 Jun 04

بعد أربعة أشهر على هيكلة الدعم في سورية.. تخبط وتقاذف مسؤوليات وأسر شهداء مازالت مستبعدة

الساعة_25 : طلال ماضي

بعد أربعة أشهر على بدء تطبيق إزالة الدعم الحكومي عن شريحة من السوريين تم استبعادهم بحسب بعض المعايير الموضوعة من قبل اللجنة الاقتصادية، وضعت في العموم دون أن تراعي بعض الحالات الخاصة، وبعد عدة اجتماعات لتقييم تطبيق ألية الاستبعاد والمراحل التي وصلت إليها الوزارات المعنية في معالجة الاعتراضات عليها، ما زالت الاعتراضات موجودة وهناك البعض من أسر الشهداء لم يعد الدعم إليهم، والوزارات تتقاذف بالمواطن وكل وزارة ترمي بالمسؤولية على الاخرى وهناك تعديلات مستمرة على الإجراءات المتبعة في هذا الملف.

وهذا التخبط في إدارة الملف دليل قطعي على الترهل في العمل الحكومي، ودليل آخر على عدم دقة البيانات المؤتمتة في مؤسسات الدولة، ودليل آخر إلى عدم الجدية في عودة الدعم إلى مستحقيه.

وهنا يحق لنا أن نسأل، كيف ستحاسب الحكومة المواد المباعة ربطة الخبز وليتر البنزين بالسعر المدعوم أم الحر، انه ملف يستحق التوقف عند وطرح الأسئلة المفتوحة والقصيرة والمغلقة .

أربعة أشهر وبطاقة أسرة الشهيد نوار علي محمد محرومة من الدعم والسبب رب الأسرة يمتلك سيارة موديل 2009 ويقول هل الدعم أصبح مرتبطا بالموديل، والسيارة اشتريتها بالتقسيط بدفعة أولى 6 بالمئة من ثمنها عبر المصرف التجاري، هل يعقل أن تعاقب أسرة شهيد لموديل سيارة؟..، قدمت اعتراضا وراجعت مديرية النقل ومن ثم طلبوا مراجعة الاتصالات، وقالوا لنا إن ملف الدعم موجود لدى وزارة الاتصالات والتقانة، وراجعنا الاتصالات قالوا لنا راجعوا مديرية النقل، وبين النقل والاتصالات ذهب الدعم منذ 4 أشهر، وسأل هل هناك نظام محاسبة تستطيع الدولة أن تعرف كل ربطة خبز مباعة على أنها مدعومة أو غير مدعومة؟ .

وزارة النقل مؤخرا تُصدر خبراً صحفياً تدعو فيه المستبعدين من الدعم والمرفوضة اعتراضاتهم إعادة تحميل الوثائق، ومن ثم تدعو المواطنين لمراجعة تكامل أو لمراجعة وزارة الاتصالات، ومن جهتها الاخيرة تقول نحن حامل فقط لمنصة الدعم ودورنا فقط تحديث البيانات التي تردنا من الجهات العامة المسؤولة عن الاستبعاد من الدعم، وبين حانا ومانا طار الدعم من بعض أسر الشهداء، والدليل على ذلك الاجتماع الحكومي الأخير مع عدد من الوزراء وممثلين عن الجهات المعنية بتطبيق منظومة الإدارة الإلكترونية المتكاملة لعمليات الدعم الحكومي لبحث واقع تنفيذ القرارات المتخذة وأهمية الإسراع بمعالجة كل الاعتراضات المقدمة على المنصة الإلكترونية وإعادة من يستحق إلى منظومة الدعم وهذا دليل واضح على التقصير والتباطؤ في العمل .

ملف الدم أخذ من الوقت أكثر من اللازم ويفترض الإسراع بمعالجته وعودة جميع أسر الشهداء ممن يملكون بطاقة شرف إلى الدعم مباشرة، وعودة الأسر التي لديها رب الأسرة مغترب ولا يسأل عن أسرته واستبعاده هو كشخص وحيد، ولا ذنب لأسرة مزقتها الأزمة في سورية أن تدفع ضريبة أحد أفراد الأسرة مغترب، ويحرم طبيب ومهندس ومدير تمسك بعمله خلال الأزمة وبالنهاية يستبعد لمعيار لا يراعي الحالات الخاصة .

وبالنهاية هل هناك جهات رقابية تحاسب مدخلات الإنتاج لمادة الخبز مدعومة ومخرجات خبز مدعومة وغير مدعومة، وهل هناك من يتابع هذا الهدر الحاصل لخزينة الدولة، وإن كان موجودا فليتفضل يقدم لنا حجم الوفر المحقق.

 

خاص