بورصة الدروس الخصوصية تغلق على سعر 3000 ليرة سورية للساعة
السويداء25- نادين العريضي
كثيرة هي الأسباب التي جعلت من الدرس الخاص في هذه الأيام حاجة بالنسبة للطلاب حتى في المرحلة الابتدائية، ويمكن اعتبار هذه الفترة موسم للدروس الخصوصية كونها فترة امتحانات تراوحت فيها أسعار الدروس حتى رست مؤخراً على 3000 ليرة سورية للساعة الواحدة.
السويداء25 استقصت الموضوع فأكدت المعلمة فداء أبو راس ذلك قائلةً نعم سعر الساعة الدرسية 3000 ليرة سورية وكثيرون سيرونه رقماً عالياً خاصة إذا قيس براتب موظف، لكنه قياساً مع أي مهنة خاصة يعتبر بدلاً طبيعياً جداً وتقدير أتعاب الدرس الخاص مسألة فردية تختلف من أستاذ لآخر، والعقد بالقانون هو شريعة المتعاقدين طالما أهل الطلاب موافقين حتى أن بعض الأساتذة يأخذون 5000 على الساعة.
وتضيف أبو راس من ناحية أخرى العديد من الأساتذة مثلي يسكنون بالريف وطلابهم في المدينة ومضطرون لدفع تكاليف مواصلات ١٥٠٠ ل.س، وهذا يعني عملياً أن الدرس الذي يكلفني تحضير وتعب ووقت أدفع نصف أتعابه بدل مواصلات، أما درس لطالب من قريتي فأتعابه أقل وهي بحدود ١٥٠٠ ل.س، وكما هو معروف فإن تكاليف المعيشة عالية والأستاذ هو رب أسرة ولديه التزامات، والبدل الذي يراه البعض مرتفع بالنسبة للدرس هو نتيجة طبيعية للتضخم الحاصل ولارتفاع التكاليف وغلاء المعيشة.
إيمان الشومري (والدة إحدى الطالبات) تقول لا نستطيع التقليل من قيمة الدروس الخصوصية أو الاستغناء عنها رغم غلاء أسعارها التي تعتبر كيفية وتعود لمادية الأستاذ فقد وصلت هذا العام إلى 3000 – 3500 ليرة سورية للساعة، حتى ذوي الدخل المحدود مضطرون للدروس الخاصة لتحقيق طموح أبنائهم خاصة إذا كان التأسيس بالمدارس غير جيد فالمناهج ثقيلة يصعب على الطلاب فهمها والوقت قصير إضافة إلى رفع المعدلات بشكل غير منطقي.
وترى الطالبة لجين عامر أن الدرس الخاص أصبح ضرورة كون الكوادر في المدرسة ضعيفة وفي كثير من الأحيان تبدأ فترة الانقطاع للامتحان ومازال المنهاج غير منتهي كما أن معظم الأساتذة أصبحوا يعتمدون على الدروس الخصوصية ويقصرون في المدارس ولذلك أصبح الدرس الخصوصي حاجة للطالب ليرمم النقص .. أما الأسعار تختلف حسب المادة والأستاذ ولكن في السنة الماضية كان أقل درس سعره 2500 وفي هذا العام ارتفعت الأسعار وأصبحت 3000- 3500 ، وهناك مواد مثل الرياضيات نحتاج فيها لدرس كل أسبوع فماذا يفعل الطلاب الذين لا يستطيعون دفع هذه المبالغ وهم كثر طبعاً.
ويؤكد رئيس دائرة المناهج في مديرية التربية بالسويداء مدين أبو درغم على أن أي نوع من التعليم لا يخضع للترخيص خارج المدارس أو الجامعات ممنوع، والدروس الخصوصية غير مرخصة لأي فرد، ولا يسمح لمدرسين من داخل الملاك بالتدريس حتى في المعاهد المرخصة.
ويضيف ومع ذلك فالدروس الخصوصية منتشرة في كل أنحاء سورية لعدة أسباب أهمها أن أولياء الأمور يستشعرون الخطر عند تدني مستوى ابنهم في بعض المواد، والبعض الآخر لرغبته في بقاء ابنه من الأوائل، والبعض يضع مدرس لمتابعة ابنه لعدم توفر الوقت لديه لمتابعته أو عدم قدرته على مساعدته في المادة، إضافةً إلى نظام القبول الجامعي الذي يعتمد الدرجة دون غيرها.
وواقع الحال يقول ما ذنب الطالب الذي لا يستطيع تحمل تكاليف الدروس الخاصة وهل من العدالة الاجتماعية أن يكون أبناء الأغنياء متفوقين والفقراء في الصف الأخير؟؟