بين الفساد وتكافوء الفرص ... تكريم لوزير التعليم العالي يحمل في طياته ألف سؤال وسؤال !!! ...
الساعة 25 : طلال ماضي
تابعت باهتمام تكريم أحد طلاب الدكتوراه من قبل وزير التعليم العالي، ومن ثم تكريمه من قبل جامعة دمشق، لكن ما لفتني عدة ملاحظات، هو التكريم أولاً من قبل الوزارة، ومن ثم من قبل الجامعة بحفلين منفصلين.
والملاحظة الثانية أن وزير التعليم العالي يسبق رئيس الجامعة بالتكريم بدون حضور أي ممثل عن الجامعة، وكذلك يستبق كلمة لجنة الحكم على الدكتوراه، والسؤال من مبدأ تكافؤ الفرص هل طلب الوزير جميع الطلبة المبدعين أو المتميزين؟ ، هل راسل الجامعات لترشيح المبدعين لديها وتشكيل لجان علمية لإقرار من هو المبدع فعلاً ؟، من أوصل أو من رشّح هذا الطالب للوزير، ومن رشّحه لينال التكريم؟، ولماذا لم يتم التنسيق بين الوزارة والجامعة حتى لا تتكرر الهدية نفسها ؟، فقط أسئلة بريئة تفضل معالي الوزير اقبلها مني كوني معجب بهذه اللفتة لكن فضولي وكبر معلاقي دفعني لطرح هذه الاسئلة .
هذا التكريم جاء قبل الدفاع عن رسالة الدكتوراه فكيف سيكون موقف لجنة التحكيم، هل ستكون العلامة أقل من درجة شرف لأنه سبق وأن تم تكريم الطالب من الوزير و رئيس الجامعة؟، وهل التكريم يعتبر رسالة مسبقة إلى لجنة الحكم، ولماذا هذا السباق مع قرار لجنة الحكم؟.
فهل ما حدث ياساده يمكن أن نعتبره فساد أكاديمي موصوف، ولا يحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، و قرار لجنة الحكم يجب أن يكون هو القرار الفصل دون أي إيحاءات من وزير أو رئيس جامعة؟ ، هل توافقون على هذا المبدأ حتى نحمي قدسية العلم ورأي اللجان العلمية؟ .
وفي حال لو جاء التكريم بعد الدفاع عن أطروحة الدكتوراه بعد الفوز بمرتبة الشرف، وأن تكون اللجنة هي صاحبة القرار فيما إذا كان العمل فريد من نوعه أم لا، ألم يكن له طعم مميز؟ ، أما اليوم التكريم لطالب وحده دون سواه من الجامعات أو حتى سؤال الجامعات عن المبدعين اسمحوا لنا أن يسرح خيالنا باتجاه عمل ارتجالي للوزير والجامعة، ويحمل في طياته مآرب أخرى، وهذا لا يحدث في الجامعات على مستوى العالم.
ملاحظة في هذا المقال أهملنا الدخول في تفاصيل ما كتب على موقع الوزارة ولم نتحقق إن كان هناك من تضخيم لإنجازات الطالب لأن ذلك يحتاج إلى لجان علمية مختصة بهذه المواضيع.