تجديد القرطاسية وجلطة الأهالي !!..
مع بدء الفصل الدراسي الثاني بعد العطلة الانتصافية والعمل على تجديد القرطاسية وعودة الازدحام على المكتبات، وسماع الأسعار الجديدة التي تؤدي إلى السكة القلبية، ندعو الله أن يكون بعون الجميع وإبعاد الشر عنكم.
أسعار القرطاسية وحتى لو كانت بأعداد محدودة من دفاتر أو أقلام وتلوين ومعجون وأشغال وغيرها، لكن القليل منها يعادل اليوم الكمية الكبيرة في بداية العام فقط لمن يلاحظ حجم التضخم الكبير والارتفاع الجنوني في الأسعار.
ارتفعت أسعار الدفاتر وأصبحنا تسمع أرقاماً جديدة الدفتر ب 15 ألف، والقلم بـ 2000 ليرة وطباعة الورقة الواحدة الملونة 1500 ليرة، والممحاة بـ 5000 ليرة ، وقلم الرصاص بـ 1500 ليرة ومتر التجليد بألف ليرة وغيرها من الأسعار.
من لديه ثلاثة طلاب في المدرسة فهو بحاجة إلى تجديد القرطاسية فقط أكثر من نصف راتبه، ونقول ترميم وليس شراء كتب جديدة أو قرطاسية جديدة، ومن هنا على المنظمات الدولية التي تدعم التعليم في سورية الالتفات إلى هذه المعضلة التي وضعت الطلاب أمام استحالة الاستمرار بالتعليم وسط الغلاء وتدني الرواتب ومستوى المعيشة، وبدلاً من نشر إعلانات العودة للمدارس والتحفيز على التعليم , يجب العمل بطريقة معاكسة ودراسة سبب وحجم التسرب من التعليم بسبب الظروف المادية وضيق المعيشة.
على هذه المنظمات أن تعلم أنه حتى زبدة الفستق المخصصة للطلاب يتم المتاجرة بها على الأرصفة، وأن سوء التغذية يلاحقهم، وأن تعمل على إيصال الواقع المرير للطفولة إلى من يهمه أمر الطفولة عالمياً من الحرمان من حق التعلم بسبب الوضع الاقتصادي إلى الحرمان من حق العيش بكرامة وسط أسرة متماسكة نتيجة الفقر والتشرد والهجرة.
العودة للعام الدراسي فرحة ناقصة لدى الأطفال والطلاب باعتبار أن من سرق فرحهم سرق لقمتهم الصغيرة في قطعة بسكويت، ويستمر في السرقة ومعاناتهم , ونسأل الله ألا تطول هذه الغيمة عليهم كونهم من مواليد الأزمة وشبعوا من تداعياتها وآثارها المدمرة وحقهم أن يعيشوا بسلام.
الساعة ٢٥:طلال ماضي