2018 Nov 25

تجربة البطاقة الذكية في السويداء.. صفقة تجارية وقودها المواطن

الساعة25 - تشرين:

لكي تحصل على مازوت عليك أن تتبع تعليمات لجنة المحروقات التي بدورها تدلك حصراً على البطاقة الذكية والتي تقول الأرقام التي حصلنا عليها أن عدد الأسر الحاصلة على هذه البطاقة لم يتجاوز 45 ألف أسرة من أصل أكثر من 100 ألف وجب عليها الحصول على البطاقة من منفذ البيع المخصص لتلك البطاقة والتي سنبدأ الحديث عن بطء عمل الشركة.

مراحل الحصول على البطاقة الأسرية الذكية تبدأ من 7 صباحاً في الشارع, وقوفاً على الأقدام حتى يأتي دورك بعد 4 أو 5 ساعات, ليبدأ السجال مع موظف الشركة الذي يعاني حجم العمل الكبير لكثرة الطلبات والأوراق المطلوبة لتفعيل عمل هذه البطاقة، والمنتظرون لا يعرفون دورهم والسبب عدم وجود لوحة رقمية يقدر من خلالها المواطن معرفة قرب دوره، والأكثر وجعاً رؤية الواسطة والمحسوبيات تعمل في شركة «تكامل» فمواطن يستلم بطاقته الذكية بغضون 5 دقائق في وقت كان عليه الانتظار حتى الساعة 5 مساء وربما عاد خائباً.

فهذه الشركة الخاصة تأخذ أضعاف أجرتها لتقوم بخدمة ممتازة, والمفروض أن العقد معها فيه شروط جزائية والإخلال بها يتطلب العقوبة فهل الجهات المعنية تعلم باستهتارها كعدم خدمة الكراسي وعدم وجود اللوحة الرقمية، أو موظف استعلامات مثل هذه البطاقات المنتشرة فقط في محافظة السويداء، هي ليست لراحة المواطن، بل هي ذكية في العمل على تعذيب حاملها وزيادة معاناته.

عضو المكتب التنفيذي المختص باسل الشومري بيّن أن الهدف الأول من إطلاق مشروع البطاقة الذكية هو أتمتة عملية توزيع المشتقات النفطية, وإيصالها للمواطنين بسهولة ويسر وبطريقة حضارية بعيداً عن الهدر والتلاعب بها, وهذا يساهم في تحقيق وفر على خزينة الدولة بملايين الليرات, من جراء عملية الضبط هذه حيث كان الفارق واضحاً في الكميات التي تم توفيرها من جراء استخدام البطاقة. مبيناً أن محافظة السويداء بدأت بتجربة البطاقة الذكية للسيارات العاملة على البنزين, حيث تم تخصيص كميات شهرية لكل آلية حسب الكميات الواردة للمحافظة ومن ثم تم إصدار بطاقة خاصة للآليات العاملة على المازوت, ويتم العمل حالياً على إصدار بطاقة أسرية سيتم تفعيل مادتي مازوت التدفئة والغاز المنزلي كمرحلة أولى, وذلك لتأمين هاتين المادتين بطريقة لائقة وحضارية بعيداً عن الهدر والتلاعب بهاتين المادتين.

يقول الخبير الاقتصادي حمود خير: إن أسلوب العمل بالبطاقة الذكية عمل راق غير أن ذلك يتطلب كادراً خبيراً وبرنامجاً معلوماتياً مستوعباً كل مجالات العمل بما فيها المرونة والتكيف مع كل طارئ, وفي نهاية الأمر وجود الإدارة الجادة والنزيهة.

ولكي تكون هذه البطاقة ذكية حقاً, لابد من ميزات وخصائص يجب أن تتمتع بها إذا أراد القائمون عليها تحقيق الخدمات الذكية فعلاً لا أن تتعدى مجرد كونها صفقة تجارية كبقية الصفقات التي اعتاد المواطن أن يحترق بها, أو أن يكون وقوداً لها وهنا لابد من الإجابة عن العديد من التساؤلات, أولها: لماذا لم تشمر أي من الوزارات المعنية سواء النفط أو الإدارة المحلية أو الاتصالات عن ساعديها للتصدي لهذا المهمة والقيام بمهمة توزيع البطاقة؟