2018 Oct 04

تحت شعار "أنا الأجمل وسأبقى" .. حرب اقتصادية واجتماعية تعصف بالأسرة

السويداء25- لينا الخطيب:

انتشارٌ كبيرٌ ونشاطٌ ملحوظٌ لعيادات التجميل في السويداء رافقه تطور في الأجهزة والتقنيات، قللت من مخاطر عمليات التجميل، مما عزز من إقبال الناس عليها، إضافةً إلى انتشار ثقافة الاهتمام والعناية بالمظهر، وتسويق إعلامي مبرمج لصورةٍ نمطية عن الجسد والشكل المثالي للنساء والرجال على حدٍ سواء.

من حاجةٍ إلى هوس

تحولت عمليات التجميل من حاجةٍ ضروريةٍ لمعالجة التشوهات ذات الأسباب المختلفة إلى رغبةٍ لا بل هوسٍ اجتماعي ليس له أي مبرراتٍ حقيقيةٍ أو دوافع طبيةٍ رغم الثمن الباهظ لهكذا عملياتٍ مقارنةً مع متوسط دخل المواطن السوري، فمثلاً عملية تجميل الأنف تتراوح ما بين 150 إلى 200 ألف ليرة سورية، ومن الإجراءات التجميلية للوجه والتي تشهد رواجاً كبيراً في السويداء حقن البوتوكس والبلازما والميزوثيرابي والفراكشنال ليزر وتتراوح تكلفتها للجلسة الواحدة من 8 آلاف لجلسة البلازما إلى 12 ألف لإبرة الميزوثيرابي و20 ألف لجلسة الليزر وكذلك جلسة حقن البوتوكس.

أسباب نفسية واجتماعية

يعتبر اللجوء إلى العمليات التجميلية من الرفاهيات والكماليات لكن المفارقة هي انتشار هذه الظاهرة بين الفئات الاجتماعية محدودة الدخل في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية يعيشها البلد، فالسيدة غادة (40 عام) تواظب على حقن البوتكس كل ستة أشهر حفاظاً على جمالها رغم أنها وزوجها موظفان لكنها حسب قولها توفر المبلغ المطلوب لهذه العملية.

ويعود ذلك كما أوضحت الدكتورة "نعمت الداهوك" دكتورة في علم النفس في جامعة دمشق إلى أن ظروف الحرب وما خلفته من تبعات اجتماعية ونفسية وخسارة الكثير من الرجال المتزوجين ومن هم في سن الزواج خلق فراغاً عاطفياً لدى الكثيرات من النساء، مما زعزع الثقة بين الأزواج وأشعل المنافسة والغيرة بين زوجة أنهكتها أعمال المنزل وتربية الأطفال وغيرها من الجميلات، فتبدأ لديها محاولات إثبات أنها الأجمل، وبعد أن كانت توفر على زوجها أية مصاريف إضافية تجدها تتبع مقولة (عليّ وعلى أعدائي (وتبدأ برحلة البحث عن أحدث ما توصلت إليه "صرعات الموضة" ووسائل الشفط والنفخ والشد والأندية الرياضية وتدفع الكثير، فقط لتقول له "أنا الأجمل وسأبقى".

بين النجاح والفشل

وفاء طالبة جامعية (25سنة) ورغم صغر سنها قامت بحقن البلازما ثلاث مرات ولم تحصل على أي نتيجة وتفسر السيدة ريم خبيرة تجميل ذلك بأن حقن البلازما يحتاج إلى تكرار الحقن كل شهر للحصول على نتائج مرضية ويجب عدم وصول الماء إلى الوجه بعد الحقن لمدة 24 ساعة، إضافةً إلى ضرورة وجود جهاز تثفيل وأنابيب خاصة لإجراء هذه العملية داخل عيادة الطبيب وإلا فإن الصفيحات الدموية الموجودة داخل البلازما ستتكسر وتصبح المادة المحقونة بلا فائدة.

وفيما يتعلق بالبوتكس يقول الدكتور نزيه مسعود أخصائي في طب التجميل ومكافحة الشيخوخة إن مفعوله يدوم 6 أشهر عند قليلي الحركة أما الرياضيين فيخسرونه بسرعة.

لذلك فمن الضروري وعي السيدة بالعملية التي ستقوم بها والقراءة الكافية حولها وعن أضرارها ونتائجها قبل التورط بدفع مبالغ مالية مكلفة لها.

مخاطر عمليات التجميل

عموماً ليس لعمليات التجميل مخاطر صحية كما أكد الدكتور نزيه مسعود باستثناء عمليات ربط المعدة والتي أدت إلى وفاة الكثيرات، قد يعود السبب إلى خطأ في كمية التخدير وعدم إجراء التحاليل الطبية الكاملة للمريضة.

ويقول مسعود إن لعمليات التجميل انعكاساتٍ سلبية كثيرة منها الاستنزاف المادي، إضافةً إلى الآثار النفسية على المريضة خاصة إن لم تحصل على النتيجة التي تتوقعها.

ويضيف أن الصحة أهم من الجمال فاتباع نظام غذائي وشرب كمية من الماء وممارسة الرياضة وتحسين الحالة النفسية كلها عوامل تؤثر في جمال المرأة.

وأخيراً يمكن القول إن التجميل لأسباب صحية مبرَّر ولكن أن تصبح النساء نسخٌ متشابهة فقط لثبت أنها الأجمل فهذا ليس إلا ضعف شخصية وثقافة وتقليد أعمى.    

خاص