تعطل بئر مياه الشرب الوحيدة في قرية أم حارتين بريف السويداء الشمالي يرفع منسوب معاناة الأهالي
الساعة_25: سهيل حاطوم
تسبب تعطل بئر مياه الشرب الوحيدة في قرية أم حارتين منذ أكثر من شهر في رفع منسوب معاناة الأهالي وزيادة وطأة العيش في هذه القرية التي تعاني بالأصل مع عدد من قرى منطقة اللوا بريف السويداء الشمالي من النقص الحاد في مياه الشرب و توالي سنوات الجفاف على المنطقة خلال العقود الماضية وغياب أي مشروع للصرف الصحي بالإضافة إلى حرمان أهالي المنطقة من جريان المياه في وادي اللوا الذي كان المغذي الرئيسي لأراضي تلك القرى وذلك بعد فشل مشروع سد شهبا.
تعطل هذه البئر دفع بأهالي أم حارتين للمطالبة بتزويدهم بكمية /150/ متر مكعب يومياً من المياه لأغراض الشرب من بئر الموارد المائية في القرية للتخفيف من وطأة أزمة المياه إلا أن المديرية وبحسب الأهالي لم تزودهم سوى بكمية /125/ متر مكعب بالرغم من توجيه المحافظ بضرورة تزويدهم بحاجاتهم من مياه الشرب , الأمر أبقى المعاناة قائمة واضطرهم إلى شراء صهاريج المياه على نفقتهم الخاصة مازاد في الأعباء المادية التي أثقلت كاهلهم وأرهقت جيوبهم .
الشاب / ماهر حاطوم / من فريق شباب أم حارتين التطوعي أشار إلى أن وفداً من أهالي القرية التقى بمحافظ السويداء منذ مدة حيث وجه بدوره لمدير الموارد المائية بضخ المياه للقرية من بئر الموارد بما يغطي حاجة الأهالي إلا أن مدير الموارد المائية اكتفى برفع الكمية المخصصة من /100 / متر مكعب يومياً إلى /125/ متر مكعب مادفع بمعظم الأسر في القرية لشراء المياه بالصهاريج بشكل أسبوعي وبكلفة تتراوح بين /2500-4000/ ليرة لكل نقلة مياه , مبيناً أن مياه الشرب لاتضخ بالشبكة إلا مرة واحدة كل أربعة أيام ولاتتعدى حصة المنزل الواحد /10/ براميل في الشهر.
هذا الواقع أثار استياء الأهالي خاصة وأننا مقبلون على صيف لاهب ودفع بهم للتساؤل عن إصرار المعنيين على استمرار تفاقم مشكلة المياه وتحميلهم ما لاطاقة لهم به من خلال دفعهم لشراء صهاريج المياه بالرغم من أن موسم الأمطار هذا العام أفضل من المواسم السابقة بالإضافة إلى تحسن الوضع الكهربائي مؤخراً إلا أن أهالي القرية لم يلمسوا انعكاساً لهذا الأمر على واقع المياه .
رئيس بلدية خلخلة / سليم ذياب / لم يخف الواقع المائي المتردي في القرية والمطالب المحقة للأهالي داعياً إلى الإسراع في إصلاح بئر مياه الشرب واستبدال خطوط شبكة المياه القديمة والمهترئة بالإضافة إلى الحاجة لضبط التوزيع بالشبكة .
بدوره مدير الموارد المائية بالسويداء الدكتور / نبيل عقل / وضع الكرة في ملعب مؤسسة المياه مبيناً أن تحديد الكمية بـ /125/ متر مكعب جاء بناء على كتاب من المؤسسة وفقاً لتقدير الاحتياج الفعلي للقرية مبدياً استعداده لزيادة الكمية إلى /150/ متر مكعب في حال أعادت مؤسسة المياه تقدير كمية الاحتياج ومؤكداً في الوقت نفسه استخدام البئر لأغراض الري بالإضافة إلى تزويد قرية الصورة الكبيرة بكميات من مياه الشرب.
مدير مؤسسة المياه المهندس / وائل شقير/ بيّن أن تقدير الكمية جاء بناء على عدد المشتركين في القرية والذي يبلغ نحو /200 / مشترك لافتاً إلى إمكانية زيادة الكمية التي يتم ضخها للقرية يومياً وفق الإمكانية المتاحة لبئر الموارد المائية .
وفيما يتعلق ببئر المياه المعطلة لفت إلى أن القرية تقع على حوض بردى والأعوج وبالتالي ضمن منطقة طبيعتها كلسية ما يؤدي إلى تعرض قمصان الآبار للاهتراء مشيراً إلى عدم إمكانية إصلاح البئر المعطلة , والعمل خلال الفترة القريبة القادمة على حفئر بئر بديلة في الموقع نفسه بعد أن تم نقل الحفارة إلى القرية مؤخراً إلا أن إنجاز تلك البئر قد يستغرق عدة أشهر .
ولوضع حد لمعاناة الأهالي لابد من تزويدهم بالكميات اللازمة لتجاوز موسم الصيف على أقل تقدير والإسراع في حفر البئر الارتوازية الجديدة حتى لايبقون تحت رحمة بئر وحيدة.