2022 Mar 21

تغذية رأس البقر الحلوب تتجاوز الـ ٥٠ ألف ليرة يومياً ..الخسائر المتتالية دفعت كثير من المربين للتوقف عن الإنتاج و بيع قطعانهم والتحول للبطالة!!

الساعة 25:سهيل حاطوم

في ظل الغياب شبه التام لوزارة الزراعة و الجهات الأخرى المعنية بدعم و تطوير قطاع الإنتاج الحيواني , خرج هذا القطاع من دائرة مطالبته بتأمين الغذاء بأصنافه المختلفة من لحوم و بيض و حليب بأسعار تتناسب مع دخل المواطن و التكلفة الحقيقية للإنتاج إلى دائرة الدفاع عن وجوده جراء الخسائر الضخمة التي يتكبدها نتيجة لغياب مستلزمات الإنتاج و لاسيما الأعلاف و بيعها للمربين بأسعار فلكية لاتتناسب مع استمرار عملية الإنتاج .

الخبير والاستشاري في صحة ومراقبة اللحوم الدكتور / مروان عزي/ أشار لـ الساعة 25 إلى أن تغذية رأس البقر الحلوب تتجاوز الـ ٥٠ ألف ليرة يومياً أي أن البقرة الواحدة تحتاج لإنتاج ٣٢ كيلو غرام من الحليب لتغطي فقط تكاليف تغذيتها بغض النظر عن تكاليف الرعاية الأخرى و تكاليف مرحة ماقبل الإنتاج, مبيناً أن هذه الخسائر دفعت الكثير من المربين للتوقف عن الإنتاج و بيع قطعانهم سواء كانت أبقار أو أغنام أو توقف مداجن الفروج عن العمل .

وأضاف الدكتور/ عزي/ .." قد يحلو للبعض إيعاز ذلك للطقس أو للظروف البيئية أو أحداث خارجية أدت لأرتفاع أسعار الأعلاف عالمياً , إلا أن ذلك مجافٍ للحقيقة و إن كان لهذه العوامل أثر هامشي ضيق لايبرر مايحدث حالياً , فأسعار الأعلاف مرتفعة بسورية أساساً بنسبة ٣٠ ٪ عن الأسعار العالمية و التي أرتفعت بدورها بنسبة تتراوح مابين ٢٠ و ٢٥٪ لكن الارتفاع بأسعار الأعلاف بسورية وصل لنسبة ٨٠٪ عن الأسعار المرتفعة أساساً نتيجة لتحكم طغمة قليلة من المحتكرين في ظل غياب أي إجراءات حكومية رادعة بحق هؤلاء, بل على العكس فإننا نجد محاباة حكومية ورعاية غير مباشرة لهؤلاء المحتكرين" .

ونتيجة لذلك مع الأخذ بعين الحسبان ضعف التسويق نتيجة عدم قدرة المواطن شرائياً على تحمل أعباء هذه الارتفاعات, توقّع / عزّي/ أن تشهد الفترة القادمة انخفاضاً بالإنتاج مع تزايد أعداد المربين المتوقفين عن العمل و تحولهم للبطالة و ماينتج عنها من أضرار إقتصادية و اجتماعية , لافتاً إلى أننا سنجد من يغرّد لتأمين حاجة السوق عبر الاستيراد لانخفاض تكلفته نتيجة الإعدام الممنهج للقطاع في تجربة تشابه التجربة الفنزويلية .

كما أوضح أن نفوق أكثر من 400 رأس من الأغنام في قرية سالة بريف محافظة السويداء الشرقي هو حدث كبير و مؤشر خطير على تأثير السياسات الاحتكارية و عدم القدرة على تأمين مستلزمات الإنتاج و على رأسها حوامل الطاقة و الأعلاف, كاشفاً بأن التشخيص المرضي لما حصل حسب الأطباء البيطريين كان " الأنتروتكسيميا " الإنسمام المعوي الدموي و يعرف شعبياً بالرمرامة و من المعروف طبياً بأن هذا المرض هو مرض تربوي أكثر منه جرثومي .

و بيّن بأن المسبب الرئيسي لمثل هذه الجائحة و التي لم تنفع معها المعالجة و التلقيح هو نقص المناعة نتيجة ضعف التغذية, أما البرد و العوامل البيئية و الجرثومية هي مسببات ثانوية ليست قادرة على قتل القطيع في حال وجود تغذية سليمة و مناعة طبيعية للجسم , داعياً الفريق الحكومي للتراجع عن السياسات النيوليبرالية الداعمة المحتكرين قبل وصول تراجع الإنتاج لمرحلة " لاعكوسة" لا تجدي معها الإجراءات الإنقاذية نفعاً مما يحول القطاع من قطاع إنتاجي يؤمن فرص العمل للفقراء إلى قطاعاً ريعياً يودي بنا إلى حالة من المجاعة و التي بوادرها باتت تلوح بالأفق.

 

خاص