الساعة _25: سهيل حاطوم

لم يكُ / واثق بلان / الذي يعمل سائقاً في فوج إطفاء السويداء يعلم أنه سيغرّم بمبلغ /162/ ألف ليرة بعد نحو 22 عاماً من الخدمة في إطفاء الحرائق لا لشيء وإنما لأن سيارة الإطفاء التي كان يقودها أثناء مهمة رسمية غير مؤمّن عليها .

السائق / بلان / الذي كان في مهمة إطفاء حريق إلى الشرق من دوار الثعلة بمدينة السويداء قبل نحو أربعة أعوام فوجئ بشخص ينادي عليه ليخبره بأن قطعة معدنية سقطت من سيارة الإطفاء التي يقودها وارتطمت بسيارته التي كانت تسير خلف سيارة الإطفاء وتسببت لها بأضرار مادية, الأمر الذي دفع بصاحب السيارة للادعاء عليه غير آبهٍ بالمهمة الإنسانية التي كان يقوم بها وبأن ما حصل غير مقصود رغم أن الأضرار المادية كانت بسيطة بعد أن علم بأن سيارة الإطفاء غير مؤمن عليها ولاتحمل أي أوراق  .

ويشير / بلان / في تصريح للساعة 25 إلى أن المفاجأة الأكبر بالنسبة له كانت حين تم تبليغه مؤخراً بصدور حكم قضائي بتغريمه بمبلغ /142/ ألف ليرة ومن ثم رفعه إلى مبلغ /162/ ألف ليرة بعد إضافة غرامات التأخير , مبيناً أنه لا يتحمل مسؤولية ما حصل لأنه من المفترض أن تكون السيارة مؤمّن عليها , ومن يتحمل مسؤولية هذا التقصير في التأمين على السيارة مجلس المدينة ومسؤول التأمين فيه على وجه التحديد  .

ويلفت / بلان/ إلى أن مجلس مدينة السويداء تنصّل من مسؤولياته بالرغم من أن الحكم القضائي جاء بتغريمه بالتكافل والتضامن مع المجلس وبالرغم من أن الفوج يتبع بالأصل للمجلس ويقع على عاتقه التأمين على سيارات الإطفاء, مشيراً إلى أن ما حصل معه ولّد لديه الإحباط ودفعه لتقديم استقالته وتوكيل محامي للدفاع عنه على نفقته الخاصة .

بدوره قائد فوج الإطفاء بالسويداء / نايف الشعار/ أوضح أن الفوج يمتلك /11/ سيارة إطفاء بينها /3/ سيارات معطلة وخارج الخدمة وسيارتين من أصل السيارات الثمانية الباقية غير مؤمّن عليها بالرغم من مخاطبة الجهات المعنية بالعديد من الكتب بهذا الخصوص لكن دون جدوى , مبيناً أن السيارتين غير المؤمّن عليهما واللتين تعملان ضمن سيارات الفوج تم تقديمهما في عام 2013 من مطار دمشق الدولي  ومقابل مبلغ 1,5 مليون ليرة إلا أن عدم قيام مجلس المدينة بدفع المبلغ حال دون استكمال أوراقها النظامية والتأمين عليها .

ولفت / الشعار/ إلى أن الفوج أخمد خلال العام الجاري أكثر من /2700/ حريق في مناطق مختلفة من المحافظة بمستلزمات وإمكانيات متواضعة في ظل  حرمان عناصر الإطفاء من الكثير من حقوقهم بالرغم من الطبيعة الصعبة لعملهم الذي يندرج ضمن الأعمال الخطرة , مشيراً إلى أن التعويضات لا تناسب على الإطلاق مع الجهود والمهام التي تشمل مساحات واسعة من المحافظة حيث لاتتجاوز طبيعة العمل وبدل الطعام مبلغ / 5000/ ليرة شهرياً .

كما نوه / الشعار/ إلى أن عدد عناصر الإطفاء في الفوج يبلغ /29/ عنصراً بينهم /21/ على ملاك الفوج و/8/ مندبين من مديرية الخدمات الفنية  , فيما يبلغ الملاك العددي للفوج /51/ عنصراً  وتم خلال الأشهر الماضية الطلب من وزارة الإدارة المحلية رفد فوج الإطفاء بـ /30/ عنصراً(18 إطفائي و12 سائق) إلا أن الكتاب لم يحظ بالموافقة .

يذكر أن أحد رجال الإطفاء المكلف كآمرة زمرة والذي يعمل مدرب إطفاء منذ 20 عاماً تعرض لإصابة بكتلة ورمية في الرأس وهو بحاجة لعملية تبلغ تكلفتها نحو /7/ ملايين ليرة بالإضافة لجرعات إلا أنه لم يتلقّ أي مساعدة للعلاج من الجهات المعنية.