2019 Apr 24

تغيير المناهج المدرسية باستمرار.. هل حقق الغاية منه؟؟

الساعة 25- تحقيق:

أحدثت التغييرات الأخيرة في المناهج التربوية حملة انتقاد عارمة من الجميع، سواء من المدرسين أو الطلاب أو أهاليهم الذين وجدوا صعوبة كبيرة في تدريس طلابهم، تبعاً للمناهج الحديثة التي تعتمد على استنتاج الحلول.

خطوة وزارة التربية تسعى إلى الخروج من أساليب التدريس القديمة التي تعتمد على البصم من دون الفهم، لمواكبة التغيرات والوصول إلى طريقة مختلفة تنتج أجيالاً لا تعتمد على الحفظ والبصم فقط.

صحيفة تشرين نشرت تحقيقا حول هذا الموضوع وعرضت للعديد من الآراء التي تنتقد هذه التغييرات الكثيرة على المناهج المدرسية، وخاصةً أن بعض الكتب سابقاً تغيرت عدة مرات، ولسان حال البعض يسأل: ما الأسباب التي تدفع الوزارة إلى التبديل المستمر للمناهج؟

مدير مركز التطوير والمناهج دارم الطباع أشار إلى أن التغيير الأساسي يعتمد على أساس أن الطالب لم يعد يدرس فقط من الكتاب، وأن الغاية أن يتعلم الطالب سواء في المنزل أو الشارع أو المدرسة، وأن تُفتح للطالب آفاق التفكير ليميز ويتعلم ما هي مصلحته ومصلحة مجتمعه وكيف يدخل إلى سوق العمل؟
أما نائب عميد كلية العلوم وعضو الهيئة التدريسية عبد اللطيف هنانو فيعتقد أن الكتاب المطوّر قد يكون جيداً، ولكن طريقة التعليم والامتحان بقيت محصورة بالتلقين، وأغلبية الامتحانات تعتمد على التذكر، وبالتالي فإن العودة ستكون إلى الكتاب حتماً، حتى وإن كانت الغاية من المناهج المطورة عدم الرجوع للكتاب، إلا أن الواقع التدريسي مغاير تماماً.
مدرسون كثر قالوا لـ«تشرين»: إنهم غير قادرين على فهم المناهج الحديثة، وبحاجة لمن يشرح لهم الكتب المدرسية، لكي يستطيعوا شرحها للتلاميذ.
وكانت إجابة الطباع مدير مركز تطوير المناهج بأن المدرس يجب أن يتعلم المنهاج من جديد، ففي مناهجنا الحديثة يجب أن يتعلم المعلم والمتعلم مع بعضهما، والمعلم ليست مهمته الشرح، والطالب قادر على الوصول إلى المعلومات بصورة أفضل من المعلم ذاته، فالطالب هو محور العملية التعليمية، ويجب أن تكون العلاقة بين المدرِّس وطلابه على أساس القدرة لتبادل الخبرات والأفكار، ويكون الحوار والنقاش هما الأساس الذي تُبنى عليه المعلومة، فليس الهدف بناء نموذج واحد.

وكان لعميد كلية الصيدلة عبد الحكيم نتوف رأي يقول: إن محاولة التماشي مع الأساليب العالمية للتدريس أمر جيد ومطلوب، ولكن الوصول إليها يحتاج إلى أسس.. فأين هي؟، ليجيب عن سؤاله بأنها غير متوافرة مع هذا الاكتظاظ الكبير للطلاب الذي تشهده القاعات الدراسية، فبناء طوابق من دون أرضية ثابتة سيكون نتيجته الانهيار، والذي يبدو جلياً الاهتمام بالمظهر من دون الاكتراث بالبنى التحتية التي يجب أن تُرسخ.

عن منهاج اللغة الانكليزية وصفت المدرِّسة نعمة سالم التعديل بالخجول ولم يضف أي شيء للطالب، منوهةً بأن هناك ملحق البكالوريا الأدبي الذي يعد عبئاً حقيقياً على الطالب ويجب أن يُحذف، وفي الصف السابع لم يطرأ تغيير سوى على غلاف الكتاب وأسماء الشخصيات في كتاب اللغة.
الطباع أكد أن كتب اللغة الإنكليزية تقوم بها حتى الآن دار النشر، وأنهم في المركز قاموا بدراسة الكتب ووجدوا أنها ليست سيئة، ولكن يمكن إضافة بعض الأمور إليها، وحالياً هناك تفكير بإمكانية أن يكون تأليف اللغة الانكليزية للمناهج المدرسية في المركز.

نور قاسم - تشرين

خاص