تغيير وإعفاء ستة رؤساء لأكبر أندية السويداء خلال خمس سنوات يطرح الكثير من علامات الاستفهام ؟ !!
خلال خمس سنوات فقط, شهد النادي العربي بالسويداء وهو أحد أعرق أندية المحافظة سلسلة من التغييرات والإعفاءات التي طالت ستة من رؤسائه دون ذكر الأسباب الموجبة لمثل هذه الإعفاءات , ودون أي مراعاة لمسألة الاستقرار الإداري التي تشكّل عاملاً في غاية الأهمية لتطور الرياضة.
قرارات التغييرات و الإعفاءات شملت أسماء لها باع طويل في رياضة السويداء في ظل عدم وضوح الآلية التي يستند عليها مصدرو قرارات الإعفاءات والتي دفعت بالشارع الرياضي للتساؤل , هل جميع من تم إعفاؤهم ليسوا كفوئين لإدارة النادي؟ وعلى ماذا تستند اللجنة التنفيذية بالسويداء في اقتراح مثل هذه القرارات ؟ ومن يقيم الأداء ؟ وهل المشكلة بالفعل فيهم أم باللجنة التنفيذية التي يترك بيدها مصير عملية التغيير والإعفاء؟ أم هناك أسباب أخرى ؟ ولماذا لا يتم تقيم العمل والأداء بالتشاور بين كل المعنيين بالواقع الرياضي حتى تكون القرارات صائبة وفي مصلحة رياضة السويداء ؟!!.
ووفقاً للمادة 160 من النظام الداخلي الجديد المعدل للاتحاد الرياضي العام, فإن عقوبة الإعفاء تفرض في حال تغيب القيادي لأكثر من ثلاثة اجتماعات دورية متتالية دون عذر وعدم الالتزام بالدوام في حال كان متفرغاً وضعف الأداء وقلة العطاء ومخالفة الأنظمة والقوانين وعدم القيام بالمهام الموكلة وارتكاب جرم يخل بالأنظمة والقوانين, فإذا كانت هذه الحالات غير قائمة بحق من تم إعفاؤهم , فلماذا فرضت عقوبة الإعفاء فوراً , ولماذا لم تذكر الأسباب الموجبة للإعفاء بشكل واضح ؟ ولماذا لم يتم اللجوء للعقوبات الخفيفة كالتنبيه والإنذار في حال كانت هناك أي مخالفة مرتكبة غير الحالات المذكورة ؟!!
آخر الإعفاءات التي أثارت الكثير من ردود الفعل الشاجبة في الشارع الرياضي بالسويداء ,طالت الكابتن إحسان العباس صاحب شعار " النادي العربي يجمعنا على المحبة" والذي عمل مع مجموعة من الرياضيين على النهوض بواقع النادي., حيث أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي حالة إجماع كبيرة من الرياضيين على مستوى السويداء و المحافظة بشكل عام بالثناء على عمل الكابتن إحسان و مجلس إدارة النادي, و استهجان كبير لهذا القرار ومطالبة بإعادة النظر به للمصلحة العامة للرياضة.
كما اعتبر كثيرون أن مثل هذه القرارات تمثل نهجاً غير مقبول بحق إدارات كسبت محبة واحترام الجمهور , معبرين عن دعمهم وتعاطفهم مع الكابتن إحسان , ومعتبرين في الوقت نفسه أن إعفاءه لا يصب بمصلحة الرياضة في السويداء وإنما يخدم من يسعى لعرقلة مسيرة تطور النادي العربي.
أحد رياضيي السويداء اعتبر أن خطوة الإعفاء شكلت مفاجأة من العيار الثقيل و خطوة رياضية غير مفهومة بحق شخص عمل مع مجلس إدارة النادي خلال الفترة القصيرة الماضية بدون كلل أو ملل , واستطاع خلق حالة شعبية حاضنة وتأمين عدد كبير من الرعاة الداعمين محلياً و خارجياً لمعظم ألعاب النادي و بدأ بالتخطيط لمشاريع عديدة ذات مردود مادي قادم لخزينة النادي, إلا أن قرار الإعفاء لمجرد الاختلاف بالرأي لم يكن صائباً وجاء بمثابة العصا التي وضعت أمام عجلة تطور النادي.
رئيس النادي العربي الذي وضع ومجلس إدارته خططاً لتفعيل استثمار المنشآت بالتعاون مع الجهات المعنية, بالإضافة إلى إحداث مكتب العلاقات العامة والتسويق لبناء شبكة علاقات واسعة للوصول من خلالها لتطوير واقع النادي, والسعي لتشكيل رابطة من الداعمين في مختلف البلدان على غرار رابطة شباب الإمارات وتشكيل رابطة اللاعبين القدامى للحفاظ على أبناء النادي وتوقيع عقود رعاية مع بعض الفعاليات لدعم النادي , لم يكن يعلم أن هناك من يخطط لإقالته ووضع حد لكل تلك الخطط والخطوات الطموحة.
وبعد كل ما سبق يبقى التساؤل, إلى متى ستبقى مسيرة النادي العربي أسيرة لقرارات تفتقد إلى المنهجية الواضحة في تقييم العمل بعيداً عن أي اعتبارات شخصية؟ ومتى سيدرك المعنيون أن المصلحة العامة للنادي وتطوير أدائه تتطلب تحقيق الاستقرار الإداري وإعطاء الفرصة لمن يريد أن يعمل ؟.
الجدير ذكره أن الكابتن إحسان الذي أمضى في الدورة السابقة رئيساً للنادي العربي لمدة نحو سنة وخمسة أشهر لم يترشح عام 2019 بعد التجييش ضده وجرى تكليفه قبل أشهر قليلة لتسلم إدارة النادي للمرة الثانية بعد أن تم إعفاء الكابتن عمر حميدان وتكليف الكابتن وسام أبو فخر بتسير الأمور و وصولاً إلى إعفائه مؤخراً ،علماً أن النادي العربي يعد أكبر أندية السويداء ويبلغ عدد منتسبيه أكثر من 6 آلاف رياضي في مختلف الألعاب.
الساعة 25 : سهيل حاطوم