جهل بالآداب وغياب لرقابة الأهل.. العبث بالألعاب النارية يفسد متعة العيد
الساعة 25- هبة حسون:
محافظة السويداء كباقي المحافظات السورية تستعد لاستقبال العيد غداً، وإن كانت فرحة العيد ليست كباقي السنوات لكن الأسواق مزدحمة وأصوات الباعة تصدح في كل زاوية ن وفي زحمة هذه الطقوس هناك من يعكر صفو هذه المدينة ويجلب الهم والقلق لها بتصرفات طائشة بعيدة عن الأخلاق والآداب العامة , فما أن تذهب لأحد المحال التجارية لشراء بعض مستلزمات العيد حتى تفاجئ بشيء ينفجر بين قدميك أو رصاصة طائشة تخترق كبد السماء، لتحوّل أحد مشاهد العيد الجميلة إلى ذعر وفوضى، هذا إذا لم تتعداها إلى مأساة إن أصابت أحدهم .
الطفلة رهف طفلة ابنه الخمسة أعوام باتت تعاني "فوبيا" المفرقعات أو الألعاب النارية بعدما حرقت إحدى المفرقعات المرمية عشوائياً قدمها اليسرى وشوهت لها فستان العيد العام الماضي.
تقول أمها ..لا أجرؤ اليوم على التسوق مع رهف لأننا كلما مررنا تستذكر الحادثة وتبدأ بالبكاء والصراخ.
أمثلة رهف كثر ممن أصيبوا نتيجة طيش وجهل أحدهم بالآداب العامة وآلية استخدام الألعاب النارية، وكأنما بات الفرح محصوراً بالفوز والخسارة وكأنما ثقافة العنف باتت الأطغى والأقوى!!
مشهدان متضادان تماماً نراهما في أسواق السويداء والمسافة بينهما شارعان وعشرات السنين من الوعي والنضج, ففي أحد الشوارع أشخاص يرتدون الدمى والشخصيات الكرتونية ويوزعون الحلوى والبالونات على الأطفال كبادرة جميلة منهم لنشر ثقافة الحب والسعادة بين الأطفال والأهالي , وبالقرب منهم أشخاص عبثيون يلهون بالبندقيات ليستعرضوا كماً من العيارات النارية التي تتطاير عشوائياً في السماء وأطفال يلهون بالألعاب النارية ويرمونها بشكل عبثي على المارة وآخرون يتبارون بالمسدسات البلاستيكية وحرب مصغرة تشتعل أمامك دون أن تستطيع ردعها أو تخفيف وطأتها!!!
أحمد بائع الخضار المتواضع الحال يقول : بات الزبائن يتحاشون الوقوف هنا لشراء الخضار خشية أن تؤذيهم إحدى المقذوفات الصغيرة من أطفال جيرانه.
وهنا يسأل سائل ..أليس من الأجدى أن نعلم أطفالنا ثقافة الحب والسلام واحترام الآخر بدلاً من تعزيز ثقافة السلاح والعنف منذ الصغر؟!! أليس من الأولى أن يفرح الأطفال بالحدائق والملاهي والثياب الجديدة بدلاً من إلحاق الأذى بأنفسهم وبالآخرين ؟!! وإذا كان الأهالي يشترون هذه الألعاب مكرهين نتيجة إلحاح أطفالهم ليشابهوا بذلك أقرانهم فليس لهم من عذر بألا يوجهوا أطفالهم إلى الآداب العامة وعدم السماح لهم بإقلاق راحة الناس باللعب العابث المؤذي.
لا يوجد على الأرض قانون يمنع الإنسان أن يفرح أو يحتفل ولكن إن كان لابد فيجب أن يكون ميزان الوعي لديه مرتفعاً ليستطيع التعبير ضمن حدود الأدب والأخلاق بلا تجريح ولا مبالغة وليكون العيد مبعثاً للفرح والسعادة بدلاً من أن يكون مدعاة للحزن والغضب والمأساة.