حرمان أصحاب الآليات الهندسية الثقيلة من المازوت منذ خمس سنوات يرفع أجرة الساعة الواحدة لـ 300 ألف ليرة
تسبب قرار حرمان أصحاب الآليات والمعدات الهندسية الثقيلة في محافظة السويداء من مخصصاتهم من مادة المازوت منذ نحو خمس سنوات بارتفاع أجرة الساعة الواحدة لـ " التركس" على سبيل المثال لنحو 300 ألف ليرة خاصة مع صعوبة تأمين مادة المازوت بالسعر الصناعي ووصول سعر الليتر في السوق السوداء لمبلغ يتراوح بين /9000 و11000/ ليرة, الأمر الذي انعكس سلباً وما يزال عليهم وعلى عملهم وعلى الخدمات الزراعية وغير الزراعية التي يقدمونها وعلى الإنتاج الزراعي الذي يحتاج لهذه الآليات.
عدد من أصحاب الآليات الهندسية الثقيلة في شكوى لـ " الساعة 25" أكدوا أن قرار توقيف مخصصات آلياتهم من مادة المازوت الصناعي في عام 2018 و دون أن يعرفوا السبب مازال مستمراً حتى تاريخه دون أن يحصلوا على أي ليتر خلال السنوات الأربع الماضية من مخصصاتهم التي كانت تصل إلى 600 ليتر للآلية الواحدة ,مشيرين إلى أن لجنة المحروقات ومديرية النقل وشركة تكامل أخبروهم بأن "توقيف المخصصات جاء بقرار من الوزارة " .
كما لفتوا إلى أنهم كأصحاب آليات كدوا وتعبوا في بلاد الاغتراب وعادوا ليستثمروا في بلدهم, والعمل لخدمة أهلهم , إلا أنهم أصبحوا يتعرضون لتحكم تجار المازوت الحر برقابهم وبمصدر أرزاقهم في ظل الارتفاع المخيف بأسعار المازوت الحر وبشكل مزاجي , الأمر الذي تسبب بتوقف آلياتهم عن العمل, وانعكس ذلك على المزارعين وأصحاب المشاريع الذين لم يعد لديهم أي قدرة على دفع أجور الآلية, نتيجة الاضطرار لرفع سعر الساعة ليتناسب مع غلاء المحروقات خاصة مع وصول سعر برميل المازوت في السوق السوداء إلى نحو مليوني ليرة.
أبونادي أيمن درويش أحد أبناء قرية حبران والذي اغترب لأكثر من 13 عاماً وعاد ليستثمر في بلده من خلال شراء آلية ثقيلة " تركس" ليكون مصدر رزق له ولأسرته , أوضح أن آليته نظامية ومسجلة باسمه في النقل والدوائر الرسمية أصولاً وعليها لوحات إشغال السويداء ويدفع عليها ضرائب للمالية بشكل دائم, ويملك بطاقة ذكية لها للمازوت وكان يحصل على مخصصاته حتى عام 2017 بالسعر الصناعي رغم أنها لم تكن كافية , إلا أنه تفاجأ بقرار توقيف تلك المخصصات دون أن يعرف السبب حتى تاريخه .
وبيّن أن كلفة ساعة الآلية الثقيلة مثل " تركس كاتربلر" قياس 966 تحتاج إلى مصروف من المازوت بالساعة الواحدة من 20 إلى 25 لتر حسب طبيعة العمل, وإذا قلنا بشكل وسطي 23 لتر تقريباً , و ثمن اللتر نحو 9500 , فإن الكلفة تبلغ 218500 ليرة , بالإضافة إلى مصاريف استهلاك دواليب وزيوت بما يقارب من الـ 35 ألف ليرة , وأجور سائق 30 ألف ليرة , فيصبح مجموعة كلفة الساعة 283500 , وبالتالي حين نأخذ أجور الساعة 300 ألف ليرة , فإن المبلغ المتبقي لصاحب الآلية " إلّي دافع دم قلبو" هو 16500 ليرة عن الساعة ناهيك عن مصاريف بنزين و الوقفة مع آليته خلال العمل.
وأضاف .." مجموع هذه التكاليف المرتفعة والباهضة أجبرتنا إما على تقديم الخدمة مجاناً ونسامح الناس بتعبنا, وفي حال تعرضنا للعطل لا قدر الله فهذه هي الكارثة حيث تحسب علينا أصغر قطعة على سعر الصرف بالسوق السوداء ولا أحد يرحم , أو سنكون مضطرين للتوقف عن العمل بشكل نهائي وبالتالي يتوقف مصدر رزقنا الوحيد.. يعني آلية مدفوع ثمنها دم قلبنا وعاملينها مشروع استثماري ليخدمنا ويخدم الناس صرنا ندفع من جيوبنا ونفضل الوقوف عن العمل ".
وأمام أهمية الدور الذي تقوم به الآليات الهندسية من استصلاح للأراضي الزراعية وشق الطرق تسوية الأراضي وتهيئتها للزراعة وأيضاً تسوية الأماكن التي ستقام عليها المنشآت الحرفية أو الصناعية أو المشاريع المختلفة وغير ذلك من الأعمال التي تساهم في التنمية وتوفير فرص عمل وزيادة الإنتاج، فعلى الجهات المعنية تحمل مسؤولياتهم وإعادة تخصيص تلك الآليات بالكميات اللازمة لاستمرار عملها وتفعيل البطاقة الذكية لها , خاصة وأن توقف العمل ينعكس سلباً على صاحب الآلية والمواطن على حد سواء بعد أن بات الأخير عاجزاً عن دفع تكاليف أجور ساعة واحدة.
الساعة 25: سهيل حاطوم