2022 Jul 23

حرمان أصحاب الآليات الهندسية الثقيلة من المازوت يرفع أجرة الساعة الواحدة لأكثر من 200 ألف ليرة

أكثر من أربع سنوات مضت على حرمان أصحاب الآليات والمعدات الهندسية الثقيلة في محافظة السويداء من مخصصاتهم من مادة المازوت, الأمر الذي انعكس ومازال ينعكس سلباً عليهم وعلى عملهم وعلى الخدمات الزراعية وغير الزراعية التي يقدمونها وعلى الإنتاج الزراعي الذي يحتاج لهذه الآليات, ما تسبب بارتفاع أجرة الساعة الواحدة لـ " التركس" على سبيل المثال لأكثر من 200 ألف ليرة خاصة مع صعوبة تأمين مادة المازوت بالسعر الصناعي ووصول سعر الليتر في السوق السوداء لأكثر من 7000 ليرة .

وأكد عدد من أصحاب الآليات الهندسية الثقيلة في شكوى لـ " الساعة 25" أنه تم توقيف مخصصات آلياتهم من مادة المازوت الصناعي في عام  2018 وبشكل مفاجئ دون أن يعرفوا السبب بعد أن كانت الآلية الواحدة تخصص بنحو 600 ليتر شهرياً , مشيرين إلى أن قرار حرمانهم من مخصصاتهم مازال مستمراً حتى تاريخه دون أن يحصلوا على أي ليتر خلال السنوات الأربع الماضية .

وأضافوا.." حين سألنا لجنة المحروقات ومديرية النقل وشركة تكامل , أخبرونا بأن توقيف المخصصات جاء بقرار من الوزارة " لافتين إلى أنهم  كأصحاب آليات كدوا وتعبوا في بلاد الاغتراب وعادوا ليستثمروا في بلدهم, والعمل لخدمة أهلهم , إلا أنهم أصبحوا يتعرضون لتحكم  تجار المازوت الحر برقابهم وبمصدر أرزاقهم في ظل الارتفاع المخيف بأسعار المازوت الحر وبشكل مزاجي , الأمر الذي تسبب بتوقف آلياتهم عن العمل, وانعكس ذلك على المزارعين وأصحاب المشاريع الذين لم يعد لديهم أي قدرة على دفع أجور الآلية, نتيجة الاضطرار لرفع سعر الساعة ليتناسب مع غلاء المحروقات خاصة مع تجاوز سعر برميل المازوت في السوق السوداء المليون و300 ألف ليرة .

أبونادي أيمن درويش أحد أبناء قرية حبران والذي اغترب لأكثر من 13 عاماً وعاد ليستثمر في بلده من خلال شراء آلية ثقيلة " تركس" ليكون مصدر رزق له ولأسرته , أوضح أن آليته نظامية ومسجلة باسمه في النقل والدوائر الرسمية أصولاً  وعليها لوحات إشغال السويداء ويدفع عليها ضرائب للمالية بشكل دائم, ويملك بطاقة ذكية لها للمازوت وكان يحصل على مخصصاته حتى عام 2017 بالسعر الصناعي رغم أنها لم تكن كافية  , إلا أنه تفاجأ بقرار توقيف تلك المخصصات دون أن يعرف السبب حتى تاريخه , مبيناً أن " التركس" قياس 966 يحتاج للعمل  خلال 10 ساعات إلى 200 ليتر مازوت أي إلى برميل , وإذا ما علمنا أن سعر اللتر في السوق السوداء يتراوح بين 6500 و 7000 ليرة ما يعني أن سعر البرميل المستهلك يومياً يبلغ مليون و350 ألف ليرة, إضافة لمصاريف استهلاك الزيوت والدواليب وأجور سائق.

وأضاف .." مجموع هذه التكاليف المرتفعة والباهضة أجبرتنا إما على تقديم الخدمة مجاناً ونسامح الناس بتعبنا,  وفي حال تعرضنا للعطل ندفع من جيوبنا أو أن نتوقف عن العمل بشكل نهائي وبالتالي يتوقف مصدر رزقنا الوحيد"..

وأمام أهمية الدور الذي تقوم به الآليات الهندسية من استصلاح للأراضي الزراعية وشق الطرق تسوية الأراضي وتهيئتها للزراعة وأيضاً تسوية الأماكن التي ستقام عليها المنشآت الحرفية أو الصناعية أو المشاريع المختلفة وغير ذلك من الأعمال التي تساهم في التنمية وتوفير فرص عمل وزيادة الإنتاج، فعلى الجهات المعنية تحمل مسؤولياتهم وإعادة تخصيص تلك الآليات بالكميات اللازمة لاستمرار عملها  وتفعيل البطاقة الذكية لها , خاصة وأن توقف العمل ينعكس سلباً على صاحب الآلية والمواطن على حد سواء بعد أن بات الأخير عاجزاً عن دفع تكاليف أجور ساعة واحدة.

الساعة 25: سهيل حاطوم

 

الموقع