الساعة_25:أسامة ياسين

باتت حشرة البق القرمزي التي ظهرت هذا الموسم في محافظة السويداء تشكل هاجساً مقلقاً للكثير من مزارعي الصبار الشوكي ( العرقوب) مع انتشارها  بكثرة على ألواح الصبار لتقضي عليها حيث يظهر عند  لمسها ما يشبه الدم  وكأن الصبار جريح يصارع الموت.

  المزارع منير نصر (من قرية نجران) يقول ..لدي حوالي ألفي شجرة صبار تتراوح أعمارها من 35 الى 40 عاماً وبعدما كنت أورّد للسوق أكثر من خمسين طناً في الأعوام السابقة لم استطع هذا العام أن أجني الربع فمشروعي مهدد بالانهيار ولا أدري في العام المقبل هل سأنعي هذا المشروع, خصوصاً أنني استخدمت جميع المبيدات لكن دون جدوى, فالحشرة تعاود الظهور والانتشار وكنت على سباق معها بحيث استخدم مضخة الرش كي أغسل الصبار حتى استطعت قطاف الموسم, لكن غلاء الأدوية وقلة مادة المازوت حالت دون استمرار المكافحة .

ويلفت / نصر/ إلى أنه  فقد الأمل بمحاربة المرض بالمبيد الحشري لأن الحشرة طائرة وتنتقل بسرعة وعلى نحو جماعي، ولا يمكن لأي من مزارعي الصبار أن يكافحها دون المزارعين الآخرين .

بدوره يشير الموطن / أيمن / من قرية الثعلة إلى أن المبيد المعروف بالزيت الشتوي لم ينفع، فيما الزيت الصيفي مضافاً إليه مبيد حشري أتى بنتيجة نسبية لكن المشكلة تكمن في أنه مرتفع الثمن بالنسبة للمزارع الذي لديه عدد كبير من أشجار الصبار .

 المهندسة الزراعية / لين زهر الدين/ تبين أن هذه الحشرة من أصناف البق الدقيقي ( باناكوكس) وهي حشرة البق القرمزي وتحتاج الأشجار المصابة إلى رش بالمبيدات كل 15 يوم كي لا يموت الصبار و أن طريقة الرش من أهم الخطوات بالإضافة إلى توقيت الرش , إلا أن مشكلة غلاء الأدوية تثقل كاهل المزارع .

 مدير الزراعة بالسويداء المهندس/ أيهم حامد / أوضح أن الحشرة انتشرت بسبب عدم وجود أعداء حيوية لها , لافتاً إلى أن  المديرية استجرت مؤخراً كميات من العدو الحيوي “كريبتو لايموس” من مديرية زراعة اللاذقية بهدف مكافحة حشرة البق القرمزي على الصبار التي ظهرت بالمحافظة وذلك تفاديا للأضرار التي تحدثها, وتم  إطلاقه حاليا ضمن الحدائق المنزلية في بلدتي المزرعة والمجدل وسيجري العمل لمتابعة نتائج المكافحة لجهة قدرة هذا العدو على الاستمرار والتأقلم مع الظروف البيئية للمحافظة بغية استجرار كميات إضافية منه خلال الفترة القادمة للحد من انتشار حشرة البق القرمزي.

ويشير / حامد/ إلى أن هذه الحشرة تسبب أضراراً اقتصادية وتؤدي لموت الصبار إذا لم يتم مكافحتها بشكل نهائي ولا تسبب أضرار صحية عند استهلاك ثمار النباتات المصابة , مبيناً أن مديرية الزراعة تنصح للمكافحة بعدم نقل الثمار وألواح الصبار من المناطق المصابة إلى السليمة  واستعمال الصناديق البلاستيكية بدل الخشبية بعد غسلها وتعقيمها لتفادي انتشار الحشرة عبر وسائل النقل, بالإضافة للتخلص من النباتات المصابة عن طريق حرقها , واستخدام الزيوت الصيفية ومستخلصات الأزدرخت والمبيدات البخارية والمكافحة الحيوية باستخدام مفترسات من فصيلة Coccinellidae .

 ويبقى السؤال.. إذا تفاقمت الإصابات هل سنفقد هذه الفاكهة اللذيذة والمفيدة؟!!!