رغم هزالة الكمية وتدني نسبة توزيعها .. استلام مازوت التدفئة بالسويداء رحلة من المعاناة والعذاب !!
رغم دخولنا بشكل فعلي في فصل الشتاء وبرودة الطقس مع بدء المنخفضات الجوية والأجواء الماطرة .. لا تزال آلية التوزيع المعتمدة في محافظة السويداء والتي تجبر المواطنين على اللحاق بسيارات التوزيع إلى محطات الوقود لاستلام مخصصاتهم تمثل رحلة من المعاناة المغلفة بالعذاب خاصة لمن تصلهم رسالة المازوت لتعبئة الكمية في قرية بعيدة عن سكنهم أو خارج مدينة السويداء , الأمر الذي يكبدهم أعباء وتكاليف إضافية للحصول على حصتهم من مازوت التدفئة رغم أن الكمية هزيلة ولا تكفي حتى لأسبوع واحد .
مواطنون من مدينة السويداء رووا للساعة 25 رحلة معاناتهم اليوم مع وصول رسالة المازوت , حيث تطلب منهم الأمر الذهاب إلى ساحة بلدة عتيل لاستلام مخصصاتهم من سيارة الموزع , والانتظار لأكثر من خمس ساعات متواصلة تحت الأمطار وفي ظل الأجواء الباردة من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الخامسة مساءً حتى يتم قطع الكمية المخصصة لهم وذلك بسبب انقطاع الكهرباء وغياب الشبكة , مشيرين إلى أنهم تواصلوا مع التموين والمحروقات وسواها من الجهات المعنية لكن دون جدوى .
ولفتوا إلى أن أعداد المواطنين التي كانت تقف في الطوابير كبيرة ومنهم من أتى من قرى كقرية رساس إلى عتيل لاستلام مخصصاته واللحاق بالمازوت بغض النظر عن المكان أملاً بالحصول على كمية الـ 50 ليتراً خاصة مع تجاوز سعر الليتر في السوق السوداء لأكثر من عشرة آلاف ليرة ناهيك عن النقص في الكمية التي سيحصلون عليها بما لا يقل عن ثلاث ليترات في كل خمسين ليتراً .
وأضافوا .." ماذا يمكن للمواطن أن يفعل إذا كان لديه أطفال صغار أو حالة ولادة أو حالة مرض أو أشخاص مسنين وكيف له أن يدفئهم في بلد بات فيه الحصول على بضعة ليترات من المازوت حلماً ؟ , متسائلين , هل بقي للفرح من مكان في الأعياد ظل بلد مسروق ووطن مسلوب ومجروح ومواطن منهوب ؟ ".
مواطنة ذكرت بأن زوجة شهيد كانت تقف بين جموع المواطنين للحصول على مخصصات أسرتها مع اثنين من أطفالها الصغار , إلا أن ذلك لم يشفع لها واضطرت للانتظار تحت الشتاء , مشيرة إلى أن الآلية المتبعة في التوزيع تمثل إهانة للمواطن للحصول على أبسط حقوقه ناهيك عما يتكبده من أعباء وتكاليف إضافية أجرة طلب سيارة للوصول مع البيدونات إلى مكان التوزيع ومن ثم دفع أجرة طلب ثانٍ لنقل كمية الـ 50 ليتراً إلى منزله ,بالإضافة إلى ارتفاع ثمن البيدونات التي لا تتوفر لدى الكثير من الأسر والتي تجاوز سعر البيدون الواحد الـ 15 ألف ليرة , وكذلك الوقوف لساعات في طابور لتعبئة الكمية ,في مشهد يعيد مسلسل الطوابير الذي عانى منه المواطن في السنوات الأولى من الأزمة .
والسؤال الذي يطرح نفسه , لماذ تصر الجهات المعنة ولجنة المحروقات بالمحافظة على تكبيد المواطن كل هذا العناء من أجل الحصول على 50 ليتر من المازوت ؟ ولماذا لم تستمر بالآلية التي كان معمولاً بها في السنوات الماضية و.إيصال الكمية المخصصة لكل مواطن إلى منزله عبر سيارات التوزيع كما هو الحال في بقية المحافظات وتوفير كل هذا العناء والتكاليف المادية الإضافية عليه ؟ أم أنه لا يحلو لأصحاب القرار سوى رؤية المواطن يعاني في الحصول على احتياجاته الأساسية وإدخاله في دوامة من الانتظار في طوابير وتكبّد أعباء لم يعد قادراً على تحملها ؟؟.
الساعة 25:سهيل حاطوم