رمبات الإعاقة .. من ممرٍ لذوي الاحتياجات الخاصة إلى مواقفَ للمارة!!
السويداء25- هبة حسون:
انطلاقاً من الحاجة المجتمعيّة الملحّة وبدافع مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في تسهيل تحركاتهم نشأت مبادرة تطوعية حملت اسم (ريمبو) وهي دمج بين كلمتي "رمبات ورينبو قوس قزح".
"ريمبو" مبادرة مجتمعية قام فيها أهالي الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية بدعم من دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التابعة لبطركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذوكس GOPA-DERD وبالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR بإقامة ممرّات عبور لمستخدمي الكراسي المتحركة.
يقول نادر العودة المسؤول عن هذه المبادرة :
الهدف الأساسي من مبادرة "ريمبو" التي انطلقت في عام 2016 هو تسهيل وصول ذوي الإعاقة إلى الخدمات الأساسية العامة للتخفيف من معاناتهم وذلك بإنشاء ١٦ رمبة إسمنتية وحديدية في ٩ مواقع حيوية مثل مداخل السوق والبلدية والمحوري ومركز دفع الفواتير الكهرباء والمياه والهاتف بالإضافة لدائرة الأحوال المدنية والعيادات الشاملة.
وأضاف كان هذا العمل تشاركياً بين الدائرة والمفوضية وبالتشبيك مع البلدية والخدمات الفنية وقد قام أصحاب الحرف من أهالي ذوي الإعاقة بتصنيع الرمبات الحديدية وصب الإسمنتية بأنفسهم وتحمّلت التكاليف كلها دائرة العلاقات المسكونية والتنمية بالشراكة مع المفوضية"
لكن وبالرغم من الهدف السّامي الذي حملته المبادرة لم تستطع اللافتات المعدنية العريضة ولا حملات التوعية والإرشاد ردع البعض عن التخريب ولا إقناع الآخر بالالتزام بممراته واحترام خصوصية هذه الرمبات .. لتصبحَ رمبات المعاقين ممرات لغير المعاقين وهدفاً سهلاً لركن الدراجات النارية.
وعن هذا أوضح زياد مرشد أحد متطوعي دائرة العلاقات المسكونية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة أنّ " أغلب الرمبات حُطمت ونصفها الآخر نُزعت لافتته، وأخرى أصبحت مركناً للدراجات النارية، وهذا أكبر دليل على نقص الثقافة المجتمعية باحترام حقوق الغير والمعاقين بخاصة".
وأشار مرشد " على الرغم من أنّنا قمنا بالتشبيك مع دائرة المرور ومؤسسة النقل وأقمنا حملات توعية إلا أن تجاوب البعض كان سلبياً وذلك لأن نجاح هذا العمل يعتمد في الدرجة الأولى على أخلاقيات المجتمع والتزامه".
تقول هنيّة إحدى السيدات المقعدات " كانت فكرة جيده نحن بأمسّ الحاجة إليها وفي البداية التزم الجميع بها، وكان التنقل ميسّراً أمام بيتي قبل أن تختلط الأمور وتعمّ الفوضى، ويحتل المكان المخصص لنا ذوو الدراجات النارية، أنا الآن أتكبّد عناءً كبيراً في التنقل بين ازدحام السيارات وفوضى الدراجات النارية".
يتضح أن ما ينقصنا هو الوعي المجتمعي ولا بد من النضال للارتقاء بثقافة المجتمع لمعرفة متى تنتهي حقوقنا وتبدأ حقوق شركائنا في المجتمع، حيث يذكر أنّ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة الحاصلين على بطاقة إعاقة في محافظة السويداء نحو /6613/ معاقاً حسب آخر إحصائية أجرتها مديرية الشؤون الاجتماعية وهو عدد لا يستهان به.