2019 Jun 25

شجرة "الجوجوبا" الملقّبة بالذهب الأخضر ...  ماذا بعد نجاح زراعتها في السويداء؟

الساعة_25: رويدا جعفر
حظيت شجرة " الجوجوبا" منذ القدم باحترام الشعوب بلغ حد التقديس رغم أن جرحاً أصاب ثقافتنا البيئية حتى تلاشت قدسية الشجرة في زمننا هذا .
هذه الشجرة تمت زراعتها في السويداء بنجاح , وقد سميت  بالذهب الأخضر نظراً لكونها من النباتات الصناعية ذات المردود الاقتصادي المرتفع .
الموطن الأصلي للجوجوبا هو صحراء السونار في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك, وهي شجرة معمرة قد يصل عمرها لمئات السنين وتبقى شابة حينما يهرم من في عمرها .. دائمة الخضرة معطاءة تثمر على مر السنين  إضافة لمقاومتها للأمراض والآفات, فهي لا تحتاج إلى رعاية .
 المهندسة الزراعية / هيفاء مقلد / أوضحت في تصريح للساعة 25 أن الجوجوبا شجرة صحراوية مقاومة للجفاف والأجواء القاسية من حرارة وبرودة  , كما أنها تتحمل ملوحة التربة العالية لذا تعتبر من أفضل الحلول العلمية والعملية لزراعة الصحراء ووقف التصحر, فهي شجرة قنوعة تكتفي بالقليل من الماء وتتحمل العطش .
أما بالنسبة للأهمية الاقتصادية للنبات , بيّنت / مقلد / أن بذور  الجوجوبا غنية جداً بالزيت وهي زيوت غالية الثمن تعتبر من أهم بدائل الزيوت المعدنية وزيت كبد الحوت بالتحديد , وتدخل في صناعة الأدوية سيما أدوية الزهايمر والمستحضرات الطبية التي تعالج الكثير من الأمراض ,
ويستخدم هذا الزيت بعد معالجته كأفضل زيت لمحركات السيارات الفارهة والطيارات بسبب لزوجته العالية ودرجة غليانه المرتفعة , كما يستخرج منه وقود حيوي صديق للبيئة تفوق قدرته معظم أنواع الوقود الأخرى ويعد  حلاً مميزاً  لأزمة الطاقة .
ومن الجدير بالذكر  أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اختار شجرة الجوجوبا لتجربتها في منطقتنا بعد دراسة موسعة.
وعلى صعيد السويداء  قام الأستاذ/ سلمان فرج / وهو ناشط بيئي ومهتم بالتنمية المستدامة بمتابعة البرنامج وتطبيق هذه التجربة بشكل شخصي   فاستحضر البذور من الخارج  وزرعها تجريبياً في قرية الغارية وقد نجحت بالفعل لتوافر الشروط الملائمة ووجود الإرادة لإنجاح المشروع.
ويشير الاستاذ/ فرج/ إلى أنه نجح خلال الفترة الماضية في تجهيز مشتل يضم نحو/100/ غرسة جاهزة للموسم القادم , مضيفاً بأن التفاعل والتشجيع الذي لقيته زاده إصراراً على المضي قدما  لإنجاح المشروع الذي يخدم المنطقة اقتصادياً وبيئياً. 
 أخيراً إن الوقوف عند هذه التجربة  وتعميمها يقع على عاتق مراكز البحوث والمختصين وكل من يعشق اللون الأخضر بغية إحياء الأراضي الجافة .

خاص