شكوى تنقذ شاباً من حياة التشرد في السويداء
الساعة25- ندى بكري:
وردتنا شكوى مفادها أن شاباً من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش في الشارع على كرسيه المدولب منذ أكثر من عام كونه لا يملك مأوى أو أقارب، توجهنا فوراً للبحث عن الشاب، للوقوف على تفاصيل الحالة.
يدعى الشاب (وحيد زين) وهو من سكان مدينة السويداء، عانى وحيد منذ صغره من شلل الأطفال واستطاع ذو الأربعين عاماً أن يعيل نفسه حتى وقت قريب حيث ضاقت عليه الأحوال -كما أخبرنا- فبات بلا عملٍ أو مأوى، وحيد الذي لم يبقى غيره من عائلته -حسب روايته- أُدخل منذ سنتين إلى جمعية الرعاية الاجتماعية وبقي أحد عشر يوماً ثم أخرجته إدارة الجمعية بداعي عدم تأهيل المكان بالشكل المناسب لوضعه الصحي، ومن حينها يسكن وحيد الشارع، وفي أيام البرد يسمح له أحد المحسنين بالمبيت في مستودعه.
كانت وجهتنا الأولى هي مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل حيث أطلعنا مديرتها السيدة /بشرى جربوع/ على ما نملكه من معلومات، فأبدت تعاوناً معنا وبدأ العمل نحو التأكد رسمياً من صدق رواية وحيد وعلى مدى شهر بقينا على تواصل شبه يومي مع السيدة بشرى للاطلاع على تطورات البحث، لتُكلل الجهود بإلزام الجمعية باستقبال الشاب وحيد مرةً أخرى فيها ومنع إخراجه إلا بموافقة النائب العام، ولحسن حظ الشاب كان هذا بفارق أيام عن وصول العاصفة /نورما/ إلى المنطقة.
وفي متابعة الموضوع زرنا وحيد في جمعية الرعاية الاجتماعية حيث أخبرنا أنه يشعر بالراحة هناك بالرغم من ثقل القوانين التي لم يعتد عليها بعد لكنه يفضل المكان على بقائه في الشارع وما فيه من مخاطر.
في الحقيقة وحيد ليس وحده من يفترش الشارع وقد حاولنا التواصل مع الكثير ممن يقضون نهارهم فيه يطلبون المساعدة من المارة لكنهم رفضوا التعاون معنا، وفي سؤالنا عن طريقة مساعدة هؤلاء أوضحت لنا السيدة بشرى جربوع أن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل تسيّر جولات مشتركة بينها وبين جمعية الرعاية الاجتماعية وعناصر من قسم شرطة المدينة، يتم التعاطي مع الحالات الإنسانية وفهم مشاكل كل منها وتأمين المأوى لها حيث تم تسوية وضع 18 حالة خلال أشهر الصيف الماضي وتقديم الدعم لهم من خلال الجمعيات، لكن هناك حالات هي مجرد امتهان للتسول وتحتاج إلى مكافحة من قبل عناصر الشرطة، فمسؤولية مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل الاهتمام بالحالات الإنسانية.
وفي النهاية علينا أن نذكّر أن القضايا المجتمعية بحاجة إلى تكاتف المجتمع نفسه لعلاجها، لا أن نكتفي بانتقادها أو أن نستغلها لأغراض شخصية كما فعل أحد الناشطين على موقع فيس بوك الذي صور الشاب وحيد بطريقة الفيديو وأسهب بعبارات التباكي على حاله وبعد تواصلنا مع هذا الناشط أكد أنه حل مشكلة الشاب وأمن له المسكن ومن يتكفل به مادياً في الوقت الذي كان وحيد لايزال ينام في الشارع ولا يدري عن الأمر شيء، والجهود الرسمية تتكاتف لتأمين المأوى له.
كل الشكر لمن وثق بمهنية موقع الساعة 25 وأخبرنا عن هذه الحالة الإنسانية، والشكر موصول للجهات الرسمية التي أبدت تعاوناً معنا.