الساعة 25:سهيل حاطوم

لا يكاد يخلو يوم من تصريح أو منشور لوزير التجارة الداخلية عمرو سالم إلا ويقول فيه .. "زدنا كميّات زيت دور الشمس في صالات السورية للتجارة وسنزيدها أكثر بشكل يومي" و " حصلنا وما زلنا نحصل على الزيت النباتي بحوالي نصف سعره العالمي والكميّات متجهةٌ إلى زيادةٍ كبيرةٍ جداً مع قدوم شهر رمضان " و " طلبنا من الشركة المشغّلة للبطاقة عبر شركة محروقات زيادة عدد رسائل الزيت" و" لن يكون هناك انقطاع لأيّ مادّةٍ أساسيّة" , إلا أن تلك التصريحات يبدو أنها لا تمت للواقع بصلة ولا تعدو كونها أكثر من ذر للرماد في العيون ولم تعد تقنع أحداً ..

وبحسب مصدر في فرع المؤسسة السورية للتجارة بالسويداء, فإن إجمالي الكميات الموزعة في مختلف صالات المؤسسة على ساحة المحافظة منذ فتح باب التسجيل على الدورة الحالية في الأول من آذار الماضي لم تتجاوز الـ 5000 لتر أي أنها لم تشمل سوى 5000 بطاقة من أصل أكثر من 135 ألف بطاقة الكترونية في المحافظة ما يعني أن نحو 130 ألف أسرة لم تحصل على ليتر واحد من " الزيت الإيجابي" رغم عشرات الوعود التي أطلقها الوزير سالم ومسؤولو السورية للتجارة ومازالوا لكنها لم تسهم في توفير ليتر زيت واحد لعشرات آلاف الأسر .

كما ذكر المصدر بأنه لا يوجد حالياً أي كميات من الزيت في أي من صالات السورية للتجارة بالسويداء , وهو الأمر الذي عايناه على أرض الواقع خلال جولة على عدد من تلك الصالات في مدينة السويداء , في ظل عدم تحرك دور رسائل الزيت قد أنملة كما أكد لنا عدد من المواطنين نتييجة عدم توفر المادة .

هذا الواقع المرير وعدم توفير مادة الزيت في صالات السورية للتجارة , أجبر المواطنين على شراء ليتر زيت دوار الشمس بأكثر من 17000 ليرة في الأسواق في ظل عجز دوريات " حماية المستهلك " عن ضبط أسعارها رغم علمها أن المادة تباع بضعف السعر الذي أعلنت عنه الوزارة هو 9500 ليرة , ورغم معرفتها المسبقة بأنه لا يوجد أي محل يلتزم بالتسعيرة المذكورة وبأن توريد المادة إلى المحافظة يتم بسعر أعلى بكثير من هذه التسعيرة .

وأمام هذه الحال المتردية, إلى متى يبقى المواطن المغلوب على أمره ضحية لارتفاع الأسعار وللتصريحات الخلبية للمسؤولين عن تأمين مستلزماته الأساسية , وأين هو التدخل الإيجابي الذي يدعيه هؤلاء المسؤولين؟!!.

الجدير ذكره أن الوزير سالم أعلن قبل نحو شهر قريباً عن البدء بضخ كميات جيدة من زيت دوار الشمس وبأن هناك كميات جيدة في الأسواق وبأن الأسعار ستبدأ بالانخفاض و السوريّة للتجارة ستؤمّن كميّة ٢٥ ألف طن من زيت دوار الشمس بأسعار ممتازة خلال شهر رمضان, لكن الماء وكما يقال " تكذب الغطاس".