السويداء25 - سانا:

صناعة دبس العنب في محافظة السويداء تقليد سنوي يتجدد مع نهاية قطاف موسم العنب يعززه حرص الأهالي على تحضير مادة الدبس في بيوتهم كمؤونة خاصة في فصل الشتاء مع لجوء الكثيرين من المنتجين إلى المعاصر الآلية التي ازداد انتشارها مؤخراً اختصاراً للوقت والجهد في إنتاج المادة.

وفي زيارة لإحدى هذه المعاصر في بلدة قنوات اطلعنا على طريقة ومراحل إنتاج الدبس عبر معدات وآلات حديثة بديلة عن الأدوات التي كانت تستخدم سابقاً وفي وسط المعصرة يظهر صاحبها يوسف الممساني بزيه التقليدي يشرف على العمل ويتولى تحريك عصير العنب المستخلص في قدر كبير موضوع على نار قوية بينما يقوم أحد العمال في زاوية أخرى بوضع العنب في آلة الهرس المصنعة محلياً وآخر يحركه لنقله ميكانيكياً إلى مكبس آلي فيما يراقب ثالث عملية تقطير وتجميع عصارة العنب في الحوض الأولي وضخه إلى خزانات خاصة قبل أن تشق طريقها للغلي.

الممساني ورث المهنة عن والده منذ نحو 30 عاماً وكانت في البداية على الطريقة التقليدية البدائية قبل أن يدخل الآلات الحديثة إليها ويطورها بالجهد الشخصي والتجربة حيث تمكن من صناعة آلة للهرس محلياً بمساعدة أحد المهندسين تقوم بفرز ثمار العنب عن العرمش وهرسها وأخرى لبرش التفاح وكذلك لفرط الرمان لتحويلهما إلى دبس لافتاً إلى أن جميع آلاته ومعداته من الكروم الذي يعد أفضل من الناحية الصحية متفوقاً على النحاس والألمنيوم المستخدمان سابقاً واللذين كانا يتفاعلان مع الدبس.

فرق واضح بين الصناعة التراثية القديمة و الطريقة الحديثة رغم خصوصية الأولى وجماليتها كما يشير صاحب المعصرة حيث كان المزارع يبذل جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً لصناعة ما يقارب 400 كيلو من العنب يومياً فيما يمكن مع الآلات صناعة ما يقارب 5 أطنان عدا عن أن الإنتاج فيها يكون مضاعفاً بفضل استخلاص أكبر قدر من عصارة الثمار إضافة إلى ما توفره من فرص عمل موسمية لعدد من العمال.

موسم صناعة الدبس يبدأ بحسب الممساني مع بداية شهر أيلول من كل عام حتى نهاية شهر تشرين الأول ليصنع خلال هذه الفترة ما يقارب 200 طن من العنب الذي يستقبله من المزارعين مشيراً إلى أن أفضل أنواع العنب للدبس هو الأبيض السلطي غير أن كثيرين يجلبون أنواعاً أخرى بما في ذلك العنب الأسود الذي يعد بمثابة دواء كما يقول.

دانيال شنان أحد عمال المعصرة يلفت وهو يتابع إدخال العنب المهروس إلى المكبس الآلي إلى أنه يجد في موسم صناعة الدبس فرصة عمل موسمية جيدة في الوقت الذي كان هاني أبو عساف من بلدة سليم المجاورة يهم بأخذ عبوات الدبس الجاهز بعد أن جلب محصوله إلى المعصرة توفيراً للجهد والوقت ليحصل عليه بطريقة أسهل وأسرع من الطرق اليدوية .