"طريق النحل" على الهامش وفي الصميم
الساعة25- لينا الخطيب:
سنة واحدة من العمل تميزت بالصدق والمحبة والإيمان جعلت مركز "طريق النحل" التابع للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في محافظة السويداء منطقة رساس المكان الأكثر أمناً للطفل ليلعب ويتعلم ويتلقى البرامج برعاية اليونيسيف، والملاذ الآمن للمرأة والرجل ليفتحوا قلوبهم.
تغطي نشاطات مركز "طريق النحل - مساحة صديقة للطفولة" منطقة (رساس، سهوة البلاطة، عرى، كناكر، طريق الكوم) ويستهدف جميع فئات المجتمع من المجتمع المحلي والوافدين، كما ويركز على الفئات المهمشة في المجتمع كالجانحين وذوي الاحتياجات الخاصة.
دفء المكان وفريق العمل الرائع جعلانا ننسى برودة الجو أثناء زيارةٍ لموقع الساعة25 إلى المركز للتعرف عليه.
وعن عملهم تحدث عمرو فهد منسق برامج المركز: "لا يقدم المركز أي مساعدات عينية أو طبية أو غذائية بل يسعى من خلال برامجه الشاملة إلى ترميم الأذى النفسي الذي خلفته الأزمة في نفوس الكثيرين".
ويضيف: "نحاول أن يكون عملنا تكاملي وليس تنافسي مع كل الجمعيات والمنظمات التي تعمل في نفس المجال، كما ونسعى لجعل الفئات المهمشة أشخاصاً فاعلين وقادرين على العطاء فهم الأكثر إيجابية وحباً وصفاءً".
يقوم المركز على برنامجين أساسيين هما حماية الطفولة والدعم النفسي.
عن برنامج حماية الطفولة تحدثنا منسقة البرنامج نور شيا قائلة: "استهدف البرنامج خلال هذا العام 1000 طفل تقريباً ويندرج ضمنه عدة برامج فرعية هي البرنامج التعليمي الذي يعمل مع الأطفال المتسربين خارج المدرسة مستخدمين منهج التثقيف اللاصفي، وبرنامج الصديق الذي يستهدف اليافعين ويهدف لتعزيز الإيجابية لديهم وبناء أشخاص فاعلين في المجتمع، والبرنامج الأخير هو مجموعات الصداقة مع ذوي الاحتياجات الخاصة ويهدف لتقديم الحد الأدنى من العلاج الفكري لهؤلاء الأشخاص ومن ثم دمجهم بمجموعات الصديق لكسر الحاجز الذي يخلقه المجتمع بينهم وبين الأشخاص الآخرين والنظرة الدونية لهم".
أما بالنسبة للدعم النفسي الاجتماعي يتوجه برنامج" اسمع قلبي" إلى الأهالي من خلال جلسات حوارية حول مختلف القضايا بطريقة تسمح للمستهدفين بالتعبير عن مشاكلهم وتجاربهم، وقد أقام المركز خلال هذه السنة 170 جلسة للرجال والنساء مع الحرص على دمج الأشخاص من البيئة المحلية مع الوافدين.
تقول منسقة برنامج اسمع قلبي الخاص بالنساء رشا مزهر: "تتكون الجلسة الواحدة من 8-16 امرأة نجتمع معهم مرتين في الشهر، حالياً وبعد سنة من العمل تكوّن لدى أهالي المنطقة وعي مختلف بأهمية هذه الجلسات وازداد عدد المقبلين عليها".
وعن برنامج اسمع قلبي الخاص بالرجال يحدثنا منسق البرنامج باسم المصفي قائلاً: "في البداية كان جعل الرجال يتحدثون عن مشاكلهم وهمومهم كالنحت على الحجر، لكن بعد زيارتهم الأولى والراحة التي شعروا بها والسرية التي تتميز بها جلساتنا تكوّن لديهم حب وانتماء لهذا المكان".
تتوزع مراكز الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في معظم المحافظات السورية وتستهدف الريف بشكل خاص، أما المولود الجديد للجمعية فهو ثلاثة مراكز جديدة في محافظة درعا.