2019 Jul 13

 عشر سنوات على دراسة الجدوى الاقتصادية ومعمل تعبئة مياه نبع القينة بالسويداء لم يبصر النور

الساعة_25: سهيل حاطوم

عشر سنوات مضت على الانتهاء من دراسة الجدوى الاقتصادية  لمشروع إقامة معمل لتعبئة مياه نبع القينة في منطقة ظهر الجبل بالسويداء إلا أن هذا المشروع لم يبصر النور حتى تاريخه .

المشروع الذي نفذت دراسة الجدوى الاقتصادية له إحدى الشركات المتخصصة مع العرض الفني والمالي  لم تتم المباشرة به على أرض الواقع, وبقي مجرد دراسات ومراسلات على الورق  بالرغم من قيام  مؤسسة المياه بمخاطبة محافظ السويداء الأسبق بتاريخ 8/11/2009 للمساعدة في ترخيص مشروع تعبئة المياه المعدنية في نبع القينة لصالح المؤسسة وتشميله بالمرسوم رقم /8 / لعام 2007  من قبل هيئة الاستثمار السورية .

هذا المشروع لم يكتب له النجاح حتى الآن في ظل عدم وضعه من قبل الجهات المعنية على سلم الأولويات بالرغم من أنه أحد المشاريع الهامة والحيوية للمحافظة وللقطر عموما,ً  بالإضافة لإصرار وزارة الصناعة على أن تكون تبعيته لشركة تعبئة المياه التابعة للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية وليس لمؤسسة المياه ما يحرمها من تحقيق أرباح لتعويض جزء من خسائرها الناجمة عن ارتفاع كلفة الحصول على المياه النقية في المحافظة.

رئيس دائرة العقود في المؤسسة العامة لمياه الشرب بالسويداء/ وليد زهر الدين / أشار إلى أنه وبتاريخ 9/10/2009 تم تشكيل لجنة من قبل المؤسسة لمتابعة التنفيذ واستلام أعمال الدراسة , حيث قامت اللجنة بالرد على المراسلات وتأمين الوثائق والمخططات والمعلومات اللازمة والمتعلقة بالعمل  وتسليمها للجهة الدارسة التي نفذت دراسة الجدوى الاقتصادية بشكل مفصل, كما قامت بتشكيل فريق عمل متخصص في الأمور الفنية والهندسية والاقتصادية والمالية , وجرى الحصول على عروض فنية ومالية من قبل بعض الشركات الأجنبية المصنعة لإقامة هذا المعمل وقام المكتب الاستشاري التابع للجهة الدارسة بإعداد الدراسات الفنية والمالية والاقتصادية التفصيلية إلا أن هذا المشروع لم يكتب له أن يدخل حيز التنفيذ.

و بيّن / زهر الدين/ أن إنشاء هذا المعمل من شأنه تحقيق أرباح لمؤسسة المياه لتعويض جزء من خسائرها السنوية , بالإضافة إلى تحقيق مزايا عديدة في النمو الاقتصادي  وتوظيف اليد العاملة  وتنمية عملية استثمار كوادر المؤسسة بشكل أفضل وخلق فرص عمل جديدة , لافتاً إلى أهمية ربطه بالمؤسسة نظراً لتوفر الكادر الفني المؤهل للصيانة والتشغيل والاستفادة من الآليات والخدمات والإمكانيات الفنية فيها بحيث يضاف إلى المعامل الأربعة في سورية وهي بقين والدريكيش والسن والفيجة   .

وتكمن أهمية هذا المشروع في استثمار الموارد الطبيعية المتاحة في المحافظة وبخاصة المياه المعدنية النقية وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلية منها نظراً لأن صناعة تعبئة المياه في سورية لاتلبي كامل احتياجات الأسواق المحلية ويتم الاعتماد بشكل واضح بالإضافة للإنتاج المحلي على الاستيراد من لبنان والأردن والسعودية  لذا كان لابد من ضرورة تجديد وتحديث وتوسيع المعامل القائمة  وإنشاء معامل جديدة  والعمل على استثمار المياه النقية لنبع القينة.

وسبق لمؤسسة المياه بالسويداء أن أجرت تجربتين لتحليل الخواص الكيميائية والفيزيائية لمياه نبع القينة من قبل عناصرها  في عام 2009 , حيث تبين أن مواصفات المياه  أفضل بكثير من مواصفات المياه الأخرى ما يبشر بسهولة تسويق المنتج في السوق المحلية والأسواق الخارجية مع وجود آفاق للتصدير إلى الدول المجاورة وإمكانية تسويق المنتج بواقع 75 بالمئة محلياً و25 بالمئة للأسواق الخارجية , , جرى أيضاً تنفيذ استبيان شمل نحو / 400 / مستهلك في دمشق وحمص والسويداء وتبين أنهم يفضلون استهلاك مياه الشرب المعبأة من المنتج المحلي .

مشروع المعمل وفق دراسة الجدوى الاقتصادية يتضمن صالة إنتاج وقسم لمعالجة المياه وقسم ضواغط ومستودع عام ومستودع للمواد الأولية ومستودع للمنتج المحلي النهائي وقسم مراجل  وقسم للعمال وغرف إدارية  ومركز تحويل كهربائي , وخطي إنتاج الأول عبوات 1,5 ليتر  بمعدل إنتاج /15 / ألف عبوة بالساعة , والثاني خط إنتاج عبوات 0,5 ليتر بمعدل إنتاج /15 / ألف عبوة بالساعة , حيث سيتم تعبئة المياه ضمن عبوات بلاستيكية PET   وفق المواصفات الدولية المتعارف عليها. .

يشار إلى أن مشروع المعمل تم طرحه مؤخراً ضمن مذكرة وزير الاتصالات الموجة لرئاسة مجلس الوزراء  مع اقتراح إقامته ضمن موقع الشركة العامة لتصنيع العنب بالسويداء بما يوفر الكلف الإنشائية  .

 

خاص