2023 Jan 09

غلاء الأسعار تجاوز مرحلة الكفر والأصوات تنادي بالضبط

من يزور المتاجر منذ بداية الأسبوع الجاري، وصالات السورية للتجارة، ويرى الأسعار الحديثة لا يستطيع أن يملك أعصابه ويتمتم ويخرج ما بداخله من غضب وشتائم غير مسموعة، واللعنة على هذا الزمن الذي وصلنا اليه محرومين من لقمة العيش، ولن نقول اللقمة الطيبة التي فقدناها منذ زمن .

وأمام صالات السورية للتجارة تجد الرجال والنساء من كبار السن يبحثون بين الخضروات المتعفنة والمضروبة عن حبة بطاطا وبصلة وبرتقالة علهم يفوزون بكيلو خضروات بسعر أقل من السعر المعلن داخل الصالة، ومن يراقب رب الأسرة الرجل الستيني والسبعيني الذي يبحث عن لقمة خالية من الديدان ينشطر قلبه وعقله، ويتمتم بكلمات غير مفهومة ويسمعها من يبحث عن اللقمة الطيبة داخل الصالات والمتاجر ولا يهمه ثمنها فمنهم من أبناء نعمة وتجارة قديمة يحزنون ويحاولون المساعدة من دون أن يدرك الفقير، ومنهم من يسخر من هذا الوضع وخاصة من أصحاب النعم الحديثة وغير المشروعة الذين يتباهون في مظاهرهم وترفهم .

وعلى مايبدو أن التجار بعد أن سمعوا وزير التموين يقول إن تخفيض الاسعار ليس من مسؤولية وزارة التموين رفعت أسعارها بشكل يفوق الخيال، وغير محدود بقاعدة أو مبدأ ووصل إلى مرحلة الكفر متجاوزا جميع الخطوط والعيون والتحذيرات والتعاميم والمرسوم 8.

التجار صحيح لا تتعامل بالعملة الصعبة لكنها تسعر بضاعتها وجميع تعاملاتها بالعملة الصعبة، ويبقى الأمر الوحيد التي يجب على الحكومة الاعتراف به وضبطه هو السعر المتعارف عليه بين التجار الذي تُكسر عليه سعر الصرف .

فقبل الأزمة كان سعر 3 أكياس محارم 100 ليرة أي2 دولار، واليوم نقبل أن يكون سعر 3 أكياس محارم 2 دولار بالسعر الحر مع زيادة 500 ليرة على سعر صرف السوق السوداء أي أن يكون سعر 3 أكياس محارم 15 ألف ليرة وليس كما تباع اليوم 3 أكياس ب30 ألف ليرة هذه المعادلة نطالب بتطبيقها على أرض الواقع، وأن تعترف الحكومة بهذه الآلية من التسعير وتضع كلف الإنتاج عليها لا أن تترك الأسواق تُسعر من دون بيانات تكلفة، والسلع تتداول من دون فواتير .

حل المشكلة الأساسية في الأسواق يكون في أمرين هامين أولا تداول الفواتير، وثانيا ضبط بيانات التكلفة، والأمر الثالث وهو أقل أهمية ضبط نسب الأرباح والهوامش المتروكة لتجار الجملة والمفرق فمن المسؤول عن هذا الكفر وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه سنسمع الأصوات تعلو بالكفر في وسائل النقل العامة والخاصة والشوارع والمتاجر ويارب لطفك .

الساعة 25: طلال ماضي

خاص