"فندق الملكة فكتوريا".. الملكة التي توفيت قبل زيارته
الساعة 25- حكاية تاريخية:
قررت ملكة بريطانيا وإيرلندا والهند “الكساندرينا فيكتوريا” أن تقوم بزيارة لسوريا عام /1897م/، وعندها بدأت قصة أول فندق يبنى على الطراز الأوروبي في دمشق، والذي سمي على اسمها ،ولكن هذه الزيارة لم تتم بسبب وفاة الملكة.
أقيم فندق فيكتوريا على ضفة نهر بردى مقابل السراي (وزارة الداخلية القديمة) في منطقة تمتد فيها البساتين على مد النظر وقريبة من محطة الحجاز وساحة المرجة، وكان فندق من أهم الفنادق في ذلك الزمان، فقد جُهز بأحدث معدات الفنادق الأوربية الحديثة.
يتميز تصميمه الداخلي بالتمازج بين الطراز الغربي والشرقي، أسقف الغرف مزخرفة وكذلك الأقواس العربية والأعمدة، ونوافذه كثيرة منها ما يصل حتى حدود السقف. وتولى إدارته أشخاص شُهد لهم بطول الباع في إدارة الفنادق، الخواجة ندرة الوف وميشيل ساريكاكي.
نزلاء فندق فيكتوريا أتوا من أصقاع الأرض كافة عرباً واجانب، شخصيات سياسية، عسكرية، فنية وثقافية أشهرهم (الفنان شارلي شابلن، نزل في هذا الفندق عندما زار دمشق سنة 1931 لافتتاح فيلمه الشهير”أضواء المدينة”، الحاكم العسكري العثماني لدمشق جمال باشا الملقب بـ”السفاح”، اللورد بلفور الذي نزل في فندق فيكتوريا 19 ساعة فقط ولم يخرج من غرفته، بسبب المظاهرات الحاشدة للدمشقيين المنددين بوعده المشؤوم)
انتهت فصول حكاية هذا الفندق قبل 60 عاماً تنفيذاً لقرار المهندس الفرنسي ميشيل إيكوشار، الذي أعاد تنظيم المدينة، وأزيل الفندق كلياً وشيد مكانه عام 1955 بناء إسمنتي يخلو من ذكريات الدمشقيين وأحداث مدينتهم يسمى بناء الحايك.
المصدر: التاريخ السوري المعاصر