في اليوم العالمي للصحة النفسية، د. أيهم أبو الخير: "40% من الشكايات الجسدية منشأها نفسي"
الساعة 25- رويدة جعفر:
(أنا متعب نفسياً )، جملة نرددها كثيراً، لكننا لا ندرك الأسباب العميقة لدوافعنا وسلوكياتنا، ولا نعلم الكثير عن خفايا النفس البشرية .
" ماذا تعرف السمكة عن الماء الذي تعوم فيه طوال حياتها "؟؟
بعد الأزمات التي شهدناها نتيجة الحرب، تفاقمت الأمراض النفسية بين الناس ، حيث تعرض الكثيرون للمآسي والصدمات التي دفعت بعضهم للانتحار ورمت ببعضهم الآخر كأجساد بلا أرواح على هامش الحياة حيث الأذى النفسي في كثير من الأحيان أشد ايلاماً من أي إصابة جسدية .
تتسبب الأمراض النفسية في حدوث عدد كبير من حالات الانتحار حول العالم حيث يفقد شخص حياته انتحاراً كل 40 ثانية !!
وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف 10 تشرين الأول - ويركز هذا العام على منع الانتحار- التقت الساعة 25 مع الدكتور أيهم أبو خير اختصاصي في الطب النفسي وعلاج الإدمان والذي حدثنا عن دوافع الانتحار قائلاً:
يمكن أن تترافق حالات الانتحار مع المرض النفسي، كاضطرابات الشخصية أو الاكتئاب الشديد المزمن أو الفصام واضطرابات نفسية أخرى، ما يدفعهم في لحظة اندفاع أو نوبة غضب للقيام بسلوك غير واعي يودي بحياتهم .
فالانتحار هو لحظة انفصال، وهي اللحظة الحاسمة الأشد خطورة، وتتطلب التدخل الفوري، ويضيف : "قد تكون المشورة النفسية في البداية مع تهيئة بيئة مناسبة تقدم الدعم النفسي كافية لإيصال الشخص المضطرب إلى بر الأمان".
ويؤكد د. أبو خير على أن 40% من الشكايات الجسدية التي يراجع بها المرضى العيادات من مختلف الاختصاصات يكون منشأها نفسي، فبين الجسم والنفس علاقة أوثق مما يظن الكثيرون.
ولدى تساؤلنا عن الجهة المسؤولة التي بإمكانها مد يد العون لمن تعرضوا لأذى نفسي ، قال : "رغم الاحتياجات الفعلية نفتقر لوجود مشافي مختصة وعيادات نفسية، فالأطباء النفسيين في محافظة السويداء هم قلة قليلة وفي سورية لا يتجاوز عددهم المائة طبيب" .
من المهم نشر ثقافة الصحة النفسية للوصول إلى أشخاص متوازنين نفسياً قادرين على التكيف مع ضغوطات الحياة المختلفة، وتوظيف كل ما هو متاح لتقديم الدعم النفسي، كإحداث شعب نفسية ضمن جميع المشافي ، ونشر ثقافة الصحة النفسية في المدارس وبين المعلمين لمساعدة الطلاب على أن يبقوا أصحاء نفسياً ، خاصة في مرحلة المراهقة المفعمة بالقلق والتغيرات الفيزيولوجية والنفسية، فبضع كلمات يمكن أن تحدث الفرق، " قاتل الجسم مقتول بفعلته ...وقاتل الروح لا تدري به البشر ".