في حلب.. "غيث" ضحية الإعتداء الجنسي والعائلة تطالب بإعدام المجرم
الساعة 25:
التحرش الجنسي بالأطفال من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تواجه أي طفل، ولعل تبعات الحرب السورية كانت عاملاً مساعداً لتفشي هذه الظاهرة.
حي "صلاح الدين" في حلب كان شاهداً على قصة الطفل "غيث كيالي" ابن الـ 8 سنوات، الذي تعرض لمحاولة اعتداء جنسي وضرب بأداة حادة حتى الموت، ولكن القدرة الإلهية شاءت أن يكتب لهذا الطفل عمر جديد ويكون دليلاً على المعتدي.
يقول الطفل "غيث" :"عندما كنت ألهو مع إخوتي اقترب مني رجل يحمل بيده مثلجات قال أنه اشتراها لي وقال أيضاً بأن أبي يناديني وطلب منه أن يحضرني إليه حالاً، ذهبت معه فقام باصطحابي إلى بناء مهجور وطلب مني الدخول فخفت ورفضت فأمسك يدي وأدخلني بالقوة ورماني أرضاً وبدأ بنزع ملابسي."
يتابع غيث :"بدأت بالبكاء والصراخ فخلع هذا الرجل أحد جاربيه ووضعه في فمي، حاولت أن أفلت منه ونزعت الجارب من فمي وهددته أنني سأفضحه عند أبي فابتعد عني وحمل حجراً كبيراً وانهال على رأسي ضرباً حتى فقدت الوعي ولاذ بالفرار".
يضيف "غيث" :"صحوت بعد ساعة أو أكثر أو أقل لا أعلم، حاولت أن استجمع قواي وذهبت إلى المنزل وأنا منهك تماماً وشبه زاحف، كانت الدماء تغرق جسدي بالكامل، لم أكن أتمكن من النطق وعيوني لم تكن تبصر الطريق جيداً، حقاً لا أدري كيف وصلت وكيف استطعت أن أروي لأهلي كل ما جرى معي."
حتى اللحظة لم تستطع عائلة "كيالي" أن تخرج من وقع الصدمة وتتناسى الصورة التي استقبلت "غيث" فيها.
يقول أحد أفراد عائلة الطفل :"عندما وصل غيث كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، سارعنا به إلى أقرب مشفى وهو بين الحياة والموت، كان وضعه الصحي سيئاً إلى أبعد حد ورأسه شبه مُهشَّم، وبعد الفحص تبين أن غيث لديه كسر في الأسنان وجروح عميقة في الرأس والجبهة وفي الشفتين بلغت أكثر من 20 قطبة، بالإضافة لرضوض شديدة بسائر أنحاء جسده وأذية صريحة في العين اليمنى."
بعد أن تم إلقاء القبض على المتهم المدعو "يوسف شيخ دبس" ذو الـ 26 عاماً، قامت الشرطة بمواجهته مع الطفل "غيث" في المستشفى الذي تعرف إليه على الفور.
وتفيد مصادر أن المدعو "يوسف" بعد التحقيق معه اعترف بجرمه بحق الطفل "غيث كيالي" وباستدراجه بقصد الاعتداء عليه ومحاولة القتل العمد، وتوجيه عدة ضربات بواسطة حجر كبير على رأسه ووجهه، ولم يشك للحظة أن الطفل فارق الحياة.
وأشارت المصادر، أن المتهم ذو سوابق فمن خلال التحقيق، اعترف أيضاً بإقترافه جرماً مشابهاً منذ سنة وقتله لطفل بعد الاعتداء عليه جنسياً، وأنه قد الصق التهمة بشخص يعاني من متلازمة داون وبرَّأ نفسه من الجرم.
ومنذ الحادثة يمر غيث بوضع نفسي صعب ويعاني من اضطرابات في النطق والنوم، بالإضافة لعدم رغبته في تناول الطعام أو الشراب، فضلاً عن آلامه الشديدة التي لا يمكن لجسده الغض أن يتحملها.
وطالبت العائلة أن يتم تطبيق حكم الإعدام بحق هذا المجرم ليكون عِبرةً لسواه.
المشهد - نور علي