2022 Jul 03

في عيد الأضحى .. الشعب السوري الضحية الكبرى !!

 بعد أكثر من 11 عاماً على الأزمة الحادة في سورية والتي تشتد فيها الأزمات المعيشية يوماً بعد يوم, غالبية الشعب السوري لم يعد يصدق بأن هذا الظلام سيرحل عنه يوما ما، وأنه سيعود إلى زمن البحبوحة ويفتح براد منزله ويحتار ماذا سيأكل.

 الحياة في سورية تحولت إلى أسوأ سيناريو يمكن كتابته، ومقومات الحياة لم تعد موجودة، حيث الكهرباء وجميع الوعود بالتحسنات خلبية ، والمياه بالقطارة، والغذاء لا يسد الرمق، والترفيه معدوم، والتنقل سيراً على الأقدام، وفي المقابل بعض المسؤولين يركب خمس سيارات، وبعض الفاسدين يشغلون المنتجعات السياحية في سورية.

وبعض الإدارات الغبية آخر همها هموم الشعب وتنتظر شكاوى الغلابة  وأصبحنا نحتفل بهدية خمسة باصات للنقل الداخلي، وندعو الله أن تساهم في حل مشكلة النقل في محافظة، ونعوم على بحار من النفط والغاز وننتظر الاسطوانة 90 يوماً.. نحلم بليتر الكاز لنوقد الببور ونطبخ أحمض منتجاتنا الزراعية علها تسد جوع أطفالنا.

 في عيد الأضحى غابت الأضحية وغاب الملبس وطقوس العيد, لا الأطفال فرحين ولا الأهالي مرتاحين، والجميع وقع ضحية ولم نخرج منها، وفي صفحات الفيس بوك الناس تناشد "منشان الله منحة" والسبب الإفلاس شبه الكامل لأصحاب الدخل المحدود الذي وصل هذا الدخل إلى حد العدم، فراتب الموظف لا يشتري حذاء ولا يكفي أسرة لأكل الخبز والفلافل, والنقل في سورية الضحية الأخرى والفشل

  الحكومي في ضبطه، حيث وصلت أجرة الراكب في التكسي ضمن العاصمة إلى 5000 ليرة للراكب الواحد لمسار أجرته في السرفيس 200 ليرة، وأصحاب السرافيس يطلبون أجوراً فلكية، ولم تعد أجرة 1000 ليرة تكفي أجرة الراكب في

سرفيس من البرامكة للمزة.

علائم الفقر ترتسم على السائرين في الشوارع، فترى من خدعه حذاءه وفتح فمه، ومن خدعه لباسه وتمزق، ومن خدعته حقيبته بالرغم من أنها فارغة حتى من عروسة الزيت والزعتر ومن النقود من فئة 100 ليرة..

وفي عيد الأضحى ارتبطت متطلبات الأسرة السورية بالأفلاك والأجرام السماوية , فالحلويات من الزهرة، والموالح من عطارد، واللحوم من نبتون، والفواكه من أورانوس، واللباس مفقود والسفر ورؤية الأقارب أصبح من المنسيات، ووحده المواطن الضحية الكبرى حاضراً في ذكرى عيد الأضحى يتحسر على هذه الأيام وفقدان عمره وعلى العجز عن استمراره بالحياة..

ومن يتابع العلاقة بين الحكومة والشعب، ويحلل المنشورات والتعليقات على أي خبر حكومي، يدرك أن الطلاق بينهما لا رجعة عنه، فلا الحكومة همها الشعب، ولا الشعب يثق بالحكومة ووعودها، ولم يعد يصدق هذا الشعب المسكين بأن هذا الظلام سيرحل عنه يوماً ما.

الساعة 25: طلال ماضي

 

 

خاص