لهذا السبب وزراء الحكومة يستعجلون الصرف في نهاية العام !!
في الشهر الأخير من كل عام تكثر المناسبات والاجتماعات وورشات العمل والجولات وغيرها من الأبواب التي يمكن الصرف بها، كون الموازنة المخصصة للوزارات يتم تأجيل صرفها إلى ما قبل آخر العام، وتبدأ عمليات الصرف من أجل الصرف فقط دون فائدة تذكر .
ومن الغريب جداً أن تعلن وزارة الصحة عن حملات اللقاح المتكررة للقاح بوباء كورنا والتي يشارك فيها مئات الفرق الصحية، وعدد المستجيبين للقاح يعدون على الأصابع، ومن اقتنع باللقاح أخذه سابقاً، وفي المقابل بعض أقسام الإسعاف تعتذر عن تلبية نداءات واستغاثات المرضى لعدم توفر المحروقات، والكثير من أقسام الإسعاف في المشافي لا تجد أدوية ولا حتى ميزان حرارة .
ومن المفارقة أن تكثر وزارة التربية من أنشطتها في الفنادق والمطاعم والجولات، والمدارس تعاني من توفر أوراق لتقديم المذاكرات والامتحان، ولن نقول التدفئة أو الإنارة للصفوف، وهناك بعض المدرسين" ويشكرون على تصرفهم" طلبوا من التلاميذ جمع ثمن اللمبات المحروقة حتى يستطيعوا الرؤية في حال كانت الكهرباء متاحة، وخاصة في ساعات الصباح الباكر، وأوقات الضباب ولم ينتظروا الوزارة، فكيف يوجد ميزانية لدى وزارة التربية لدفع أجور فنادق بنجوم متعددة ولا يوجد ميزانية لدعم صناديق المدارس؟، ولماذا لا تجري الوزارة المناقلة بين البنود بدلاً من صرفها ضمن ورشات عمل لا فائدة منها سوى الاستعراض؟.
وللأمانة جميع الوزراء ناقشوا ميزانية وزاراتهم أمام مجلس الشعب، وكانت نسبة التنفيذ مثل العادة مرتفعة، ومنهم من قدم الوعود بأن ترتفع أكثر من 100 بالمئة قبل نهاية العام، وينفذ وعوده بالصرف دون النظر إلى الفائدة المهم العملية الحسابية على الورق صحيحة بين الموازنة المرصودة والصرفيات التي تمت.
والسؤال الغريب أن جميع أجهزة الرقابة تنظر إلى هذه المسألة مطابقة الرقم وتدقيق الحسابات ولا يوجد جهة معنية في تقييم العائد من هذه المدفوعات أو من ورشات العمل أو المؤتمرات التي تتم وهذا ما يجعل الوزارات تذهب باتجاه الاستعراض والمؤتمرات وورشات العمل دون النظر إلى العائد أو الكلفة المهم الحضور الإعلامي ومطابقة المصاريف والمزيد من البريستيج من سيداخل في الورشة، ومن يجلس في الصف الأول، ومن المعازيم، وبمن سنرحب على المنصة فهل عرفتم لماذا يستعجلون الصرف؟ .
الساعة 25 : طلال ماضي